/ صفحة 201 /
أم الرفض، وليكن واضحاً أن ما أبتغيه هو السعي لتقديم غذاء فكري يساعد على أن نكون أكثر استمتاعا بالفن الإسلامي من ذي قبل.
لا شك أن احتواء جانب واحد من متحف من المتاحف على آثار فنية لبلاد الهند والعراق يبرر استخدام تعبير (فن الشرق الأدنى) غير أن المسيحيين التزموا لفترة طويلة، استخدام تعبير (الفن المحمدي) وهو تعبير رفضه المسلمون رفضاً باتاً، لأنهم يؤمنون أن محمداً ليس مبتدعاً لمذهب جديد، وإنما هو نبي الله ورسوله، الذي أنزل عليه القرآن هدى للناس ورحمة.
أما عبارة (الفن العربي) فخطأ كذلك، ما دام لم يكن للعرب فن خاص بهم، على أنه يبدوان تعبير (فن بلاد العرب) أقرب للصواب مادمنا نتحدث عن تأثير أصحاب القومية العربية، لا عن أولئك الذين استأجرهم العرب لمعاونتهم على خلق (فن إسلامي).
أما الفرنسيون فقد ألفوا استخدام تعبير (الفن الإسلامي) وهو استعمال صحيح، وإن حمل في طياته معنى الدين بنسبته إلى الإسلام، ولهذا التعبير الأخير: (الفن الإسلامي) دلالة جغرافية تمتد من الهند الشرقية الهولندية شرقا إلى الإطلنطي غرباً، ومن موزمبيق بأفريقيا جنوباً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط شمالا، وفي اعتقادي أنه تعبير جامع شامل يحمل مبررات استخدامه.
وشاع خطأ بين بعض السالفين من العلماء أن بلاد العرب رقعة صغيرة عديمة الأهمية، والواقع أن مساحتها تبلغ مليون ميل مربع، أي ما يعادل مساحة البحر الأبيض المتوسط، أو ثلث مساحة الولايات المتحدة، أما مساحة البلاد العربية كلها، بما في ذلك العراق وسوريا وشرق الأردن وفلسطين، فتعادل مساحة الهند أو نصف مساحة الولايات المتحدة تقريباً، ومع ذلك لم يتجاوز تعداد سكان هذه المنطقة الشاسعة عشرين مليون نسمة في أي عصر من العصور.
وعاش العرب ـ قبل أن يوحد الإسلام بينهم ـ قبائل متفرقة في طرائق حياتهم وتعدد معتقداتهم، ليس لهم فن خاص يمتازون به، ولا نصيب لهم من فني العمارة والنحت، غير أنهم أشبعوا ميولهم الفنية بحبهم للألوان، وبما أحاطوا به أنفسهم