/ صفحة 250 /
الحيواني قوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث "فرب مركوبة خير من راكبها، وأكتر ذكراً لله منه"؟
وقد ثبت في القرنين في الأخيرين للباحثين في العالم الحيوانى أن للحيوانات
مداركو عقولا محدودة، وأنها تقبل التعلم إلى حد ما، وقد وصل المشتغلون بتربيتها وتقدير قواها الا دراكية، إلى العلم بأن أكثر الحيوانات ادراكا القردة من طبقة الشامبانزية والأورانج أو تانج، والفيلة والكلاب والهررة، وأنها تقبل التعليم إلى حد ما، فوصلوا إلى تعليم هذين الصنفين الأخيرين طريقة التفاهم بواسطة الكتابة، لابأيديهما ولكن بوسيلة أخرى، وهي بأن يتلو صاحبهما الحررف الهجائية، فيضرب الحيوان الأرض عند ذكر مخاطبه الحروف التي يتألف منها جواب سؤاله. فرأوا أنهما يجيبانه على ما يسألان عنه بلهجة طفلية في درجة عقلية الإنسان في سنتة الرابعة من حياته، وما وصل المشتغلون بهذه التجارب إلى هذه النتيجة الا بعد عناء كبير وصبر طويل.
ومن يشاهد ما وصل إليه القردة والهررة والكلاب والفيلة والخيول وغيرها من فهم ما يطلبه مدربوها منها من القيام بالحركات والألعاب، لايشك في أنها تفهم ما تؤى به وتؤديه على الوجه الذي تلقته منهم وهذه التأدية منها تدل على أنها متمتعة بفهم وادراك إلى حد ما، وهو ما كان ينكر عليها إلى عهد قريب.
اما بعد فالذى قدمناه من فصولنا تحت عنوآن (النفسية المحمديه) يسمح لنا ان نتساءل: هل بلغ رجل في هذا العالم من وفور العقل، وبعد النظر، وسموالفطرة وسعة المدارك، وحسن التقدير، وجلالة المبادى ء، والتجرد من الأهواء، واكتمال الانسانية، ما بلغه (محمد بن عبدالله) رسول رب العالمين إلى الا مم كافة؟
إذا جحد جاحد هذه الصفات فان ما قام به صلى الله عليه وآله وسلم من الدعوة إلى الدين الحق، وما سنه من شرائع للداخلين فيه، وما اذاعه بأحاديثه من حكمته وتعاليمه، لأدلة محسوسة لاتقبل النقض على صحة ما نذهب إليه.