/ صفحة 249 /
أنها كائنات مجردة من الروح، مثلها كمثل الجمادات، فلما جاء الإسلام قرر أن لها أرواحا، وأنها تحشر يوم القيامة، ويحاسب من أساء إليها، ويجازى على ما صنعه بها، جزاء وفاقا، ألم يتمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض".
كان هذا أول صوت ارتفع في الأرض يصرح بأن للحيوانات أرواحا تحشر، وأن من أساء إليها يعذب بدخول جهنم.
من الذي قال قبل الإسلام ان للعصفور حقاً يطالب به يوم القيامة فيؤدى إليه، ويعذب مهتضمه عذابا نكرا؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قتل عصفوراً بغير حق سأله الله عنه يوم القيامة".
ومن الذي قال قبل الإسلام ان اسداء البر إلى حيوان قد يكون سبباً في الحظوة برحمة الله؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"ان الله يرحم عبده المؤمن برحمته العصفور".
ومن الذي قال قبل الإسلام ان الله جل شأنه يلعن من يتجارى على التمثيل بعصفور؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"لعن الله من مثل بالعفور".
فإذا علمت ان لعنة الله للعبد هي اكبر عقوبة يمكن ان يجرها انسان على نفسه بسوء عمله، ادركت كنه التشديد الوارد في الإسلام في وجوب مراعاة حقوق الحيوان.
ومن الذي اوصى قبل الإسلام مقتنى المطايا بالرحمة بها، والاحسان إليها، ومراعاة راحتها، والقيام بو اجباتها؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"اركبوا هذه الدواب سالمة، واتدعوها سالمة، ولاتتخذوها كراسى لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، واكثر ذكراً لله منه.
نعم من الذي قال مثل هذا أو قريبا منه؟ أليس من أعلى مراتب التنويه بالعالم