/ صفحة 248 /
النفسية المحمدية
تَحت ضوء العلم والفلسفة
حصّه العام الحيوانى من هذه النفسيّه العالية
لحضرة صاحب العزة الكاتب الكبير
الأستاذ محمد فريد وجدى بك
مدير مجلة الأزهر
ان الروح المحمدية التي اصطفاها الحق سبحانه لنشر دينه العام في العالم بلغت من السمو إلى الحد الذي استأهلت فيه أن يكل إليها خالق الوجود تربية الأمة التي سيعهد إليها أن تتولى هذه المهمة الخطيرة.
وقد رأيت مما ذكرنا في فصولنا السابقة كيف قامت هذه الروح بمهمتها في وسط جاهلية جهلاء، ولم تدع مظنة من مظان الانحراف الخلقى، أو غريزة من غرائز الوحشية الأولى، الا انتزعتها وأحلت محلها عاملا اصلاحيا يؤديها إلى مثلها الأعلى ; كما لم تبق ناحية من النواحى التي يصل إليها السلطان الآدمى الا نالت حصتها من العدل والرعاية، حتى العالم الحيوانى في ظل هذه الروح العلوية، مصداقا لقوله تعالى:"و ما أرسلناك الا رحمة للعالمين".
كان النوع الإنساني قبل العهد الإسلامي لا يقيم للعالم الحيوانى وزناً، حتى ان الفلسفة اليو نانية التي سيطرت على العقول قرونا طويلة، تعتبر الحيوانات كائنات مجردة من الحقوق، لا يقام الحياتها وزن، وليس لها أقل حق على الإنسان وكيف يقام لها وزن، وقدقرر أعلام الفلسفة وعلى رأسهم افلاطون وأرسطو،