/ صفحة 315 /
لا بأس في أن تتعاون الدول العربية مع تركيا دون أن تنساق إلى الارتباط مع الغرب في أي حلف عسكرى يخدم تركيا ولا يستفيد منه العرب، فهم على خلاف تركيا المستقلة تمام الاستقلال، لاتزال تربطهم بالغرب بقايا من آثار الاستعمار، يكافحون بمرارة في سبيل التخلص منها.
ويختلف مركز الدول العربية من هذه العلاقلات المقترحة، فالعراق مثلا يربطها بتركيا وايران "ميثاق سعد أباد" وهو وان لم يشعر أحد بوجوده منذ قيامه، الا أنه
على العموم مظهر من مظاهر التكتل في الشرق الأوسط، سبقت به دول هذه المنطقة من العالم زميلاتها في الغرب، وهنالك بجانب الميثاق معاهدة صداقة وحسن جوار بين تركيا والعراق ترجع إلى سنة 1947، ثم هناك مصالح مشتركة بين البلدين، فالأنهار العراقية تنبع من هضاب الأناضول، وخط حديد استانبول ـ البصرة، يمر بالأراضى التركية والسورية قبل دخوله قى حدود العراق.وعلى العمس من ذلك نجد الجمهورية السورية في مركز دقيق، فهى لاتود أن ترفض يد تركيا الصديقة إذا مدت إليها، ولكنها لاتستطيع أن تتناسى حقوقها في الاسكندرونة، التي بضع الأتراك يدهم عليها. ثم ان الدول العربية بأجمعها لاتعترف باسرائيل، وتفرض عليها حصاراً اقتصاديا ـ برهن على أنه أهم الأسلحة التي يمكن استخدامها ـ في الوقت الذي تتجر فيه تكيا مع اسرائيل، بل ويتخذ الصهيونيون كما تدل الاحصائيات الرسمية من تركيا طريقا يستخدمونه في تهريب ما تحتاج إليه دولتهم من البضائع والمنتجات العربية.
هذه وغيرها مشا كل يجب أن يفكر فيها عند وضع أي ميثاق، وان كنا لانقلل من أهمية مثل هذا الميثاق، فالتكتل التركي العربي له فائدة محققة للطرفين خصوصاً ونحن نعيش في عالم ينقسم إلى معسكرات تربط بينها الغاية الواحدة والمصلحة المشتركة. وسلامة الشرق الأوسط، وضرورة الدفاع عنه تستدعى مثل هذا التعاون، وتحث على الاسراع فيه.