/ صفحة 314 /
هناك أهداف خاصة تختفى وراء هذه الحركة، ويرى هذا الفريق أن تركيا لم تفكر في العرب إلاّ لأنها فشلت في محاولانها المتكررة للانضمام "لميثاق الّا طلنطى" ولوانها نجحت فيما سعت إليه لظلت على تجاهلها للعرب وللدول العربية، أما وإنهاالآن في مركز دقيق، إذ يربض "الدب الروسى" على أبوابها متحفزا، فلتتحالف حتى مع الشيطان في سبيل الاستعداد، لما يمكن أن يأتى به الغد من مفاجآت.
وكان هذا الفريق على حق حينما ذهبت به الظنون كل مذهب، خصوصا وأن تركياـ وهي دولة كانت لها زعامة الإسلام حتى عهد غير بعيد ـ كانت من أسبق الدول إلى الاعتراف باسرائيل الصهيونية دون مراعاة لخاطر العرب، ولما بينها وبينهم من وشائج وصلات، بل ولا يزال الحزب الجمهورى في تركيا يعارض في تقاربها مع العرب، لأن هذا التقارب مما يثير غضب اسرائيل، حتى لقد كتب السيد "حسين جاهد يالتشين" وكان من قبل عضواً في لجنة التوفيق الدولية بين الدول العربية واسرائيل، مقالا في جريدة "أولوس" لسال حال الحزب الجمهورى، ذكر فيه أن "ليس من مصلحتنا تجاهل اسرائيل في الشرق الأدنى، وفضلا عن ذلك فان هناك خلافاً أساسياً بين مصر وحليفتنا بريطانيا، وأى اتفاق يربطنا مع مصر في الشرق الأوسط، معناه قيامنا بخطوة ضد بريطانيا، الأمر الذي يتنافي وسياستنا الخارجية".
ولا نريد أن نتطرف مع المتطرفين، فنتهم تركيا"بالمكيافيلية"، ليس من بأس في أن نقبل حجتها، في أن اعترافها باسرائيل، إنّما جاء نتيجة للضغط الأمريكى المتواصل، وأنه لو ترك لها الاختيار، لما اعترفت باسرائيل حتى اليوم، ولكنها الحاجة إلى "الدولار" هي التي جعلتها تسلك هذا السبيل، وكانت أمريكا قد علقت معونتها لتركيا على شرط اعترافها باسرائيل، وكانت تركيا في أشد الحاجة إلى هذه المعونة.
وليس هناك من سبب جوهرى يدعو الدول العربية إلى رفض مثل هذا التعاون، ولكن بشرط إلاّ يكون وسيلة لربطها بالتزامات هي في أشد الغنى عنها ;