/ صفحة 313 /
العالم الإسلامي في ثلاثة اشهر
لحضرة الأستاذ الدكتور محمد محمود الصياد
تركبا والعالم العربي:
شهدت الأسابيع الأخيرة حركة ترمى إلى التقارب بين تركيا ودول الجامعة العربية، فزار جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك شرق الأردن تركيا، حيث قوبل بالحفاوة والترحاب، وتركت زيارته أثراً بعيد المدى، ثم دعى عزام باشا الأمين العالم الجامعه الدول العربية لزيارة أنقرة زيارة رسمية، فلبى الدعوة، وكانت له مع الرجال المسئولين أحاديث ومباحثات.
لقد كان التركو العرب منذ نيف وثلاثين سنة يكوّنون سلطنة واحدة تدين بالولاء للجالس على عرش بنى عثمان، وكانت الخلافة في استانبول عاملا يؤلف بين الدول الإسلامية جميعاً، ويوجه أنظارها إلى البلد الذي فيه الخليفة: فلما تقوض العرش العثمانى، وزالت الخلافة الإسلامية، تجزأت السلطنة، وتبع ذلك أن قطعت تركيا كل صلاتها بالعرب، وتفرغت لشئونها الخاصة ; بل وولت ظهرها للشرق كله، ونفضت يدها منه ومن مشاكله، وزعمت أنها دولة أوربية لاصلة لها بآسيا أو أفريقية، وترتب على ذلك عهد من القطيعة الطويلة غرست في النفوس شيئا من المرارة غير قليل.
فلما كان هذا التقارب الجديد تلفت البعض يتساءلون عن السر في هذا التحول؟ وما الذي دعا تركيا إلى اعادة النظر في أمر علاقاتها مع الدول العربية؟ وهل