/ صفحة 330 /
فيما يدعون إليه من عالمية تظلها (عصابة أممهم المتحدة) باسم: الحماية. الانتداب. الوصاية. الإشراف والتدريب، ترقية المتأخرين وإصالهم إلى درجة تؤهلهم للتحضر والحكم الذاتي الخ.. ومع هذا يقول المغرضون: إن الإسلام نظام عدواني استعماري، يكره الناس بالسيف على اعتناق مبادئه، وقد لا يعلمون. أو يتجاهلون. أن الأصل في العلاقات الإنسانية كلها ـ في الإسلام ـ هو السلام (أدخلوا في السلم كافة) (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)؟!
* * * *
وبعد. فهذه كلمة سريعة نقصد من ورائها أن نعرف (المخدوعين) مزايا الإسلام ونظامه. الإسلام تنظيم عام لسلوك الإنسان في مختلف نواحيه، ونظامه في السياسة والاجتماع والاقتصاد والأخلاق، نظام فريد، لم يسبق به، ولم يلحقه ما يدانيه، هو النظام الإسلامي فحسب؛ ليس جمهورياً، ولا ديمقراطياً، ولا ملكياً ولا ديكتاتوريا، كما أنه ليس شيوعياً ولا اشتراكياً ولا رأسمالياً، ليس شيئاً من ذلك كله إطلاقاً، ولا يشرف الإسلام أن يوصف بشيء مما استحدثه البشر.
أيها الكتاب من أهل العلم والعزة والغيرة. رددوا دائماً كلمة (النظام الإسلامي) في كل ما تكتبون عن الإسلام، وحذار أن تنزلوا به إلى مصاف المستحدثات البشرية التي أملها الشهوات والحاجة.
إن النظام الإسلامي يجمع محاسن كل النظم العالمية، وهو بنجوة من شرورها وعيوبها، لا يدانيه في تنظيماته في السياسة والاجتماع والاقتصاد والأخلاق والتجرد نظام آخر. فلنهتف بالنظام الإسلامي والنظام الإسلامي فحسب.
والسلام على من اتبع الهدى.