/ صفحة 139/
وهم في هذه الدنيا كالنجوم والشمس والقمر، يسيرون بقوانين الله على سنة الله لايتخلفون ولا يحيدون... أولئك هداة الله في خلقه، وأمناؤه في عباده، ورسله إلى الناس.
هؤلاء هم النبيون والصديقون والمقربون، وقليل ما هم.
* * *
وارحمتاه للنساء في هذا العصر:
المرأة جمال الخليقة، ونور الإنسانية، وملاك الشفقة، ومعدن الرحمة، وينبوع السعادة، هذه الحاملة الواضعة، الوالدة المرضعة، الساهرة الحانية، المربية العانية، المنشئة لامة أولادها، المانحة لها أكبادها، البيت من يدها روض زاهر، ومعبد عامر، وجنة ونعيم، وسلام مقيم.
هل الأُمة الا من الام، وهل غيرها يستطيع أن يؤم؟(1) انها سر الحياة، ودليل النجاة. ان عرفت قدرها، ولم تخدع عن مكانتها.
انى لارثى للمرأة حين أجدها عاملة في المصانع، صافقة في الاسواق، وأقول ان هذا في نظام الامم خلل وفي كيانها علة من العلل.
وأرثى للمرأة حين تهجر دارها، وتهمل صغارها، وتقضى النهار سائمة وشطراً من الليل هائمة. وأقول كيف يرجى للعش صلاح؟ ومن يبسط على الفراخ الجناح؟
وأرثى للمرأة حين اجدها في هم دائب، ونصب ناصب، بالصبغ والطلاء، صباح مساء، تعرض زينتها في الطريق، وتنافس بجمالها في السوق. واقول: ضياع المال والوقت والراحة، والوقار والسعادة والصباحة.
وأرثى للمرأة وأغضب لها واغار عليها وأحزن من أجلها حين أراها متعة المجامع، والهية الملاهي وسلعة التاجر، وفريسة الفاجر، فهذه الملاهي الحاشدة بالليل والنهار، والمعارض الصاخبة على أسياف التجار، وتجارة الرقيق في كل

ــــــــــ
(1) يؤم: يعمل عمل الام.