/ صفحة 435/
صوت من ((كراتشى)) :
يشعر أهل العلم والغيرة على الإسلام والمسلمين، بعاطفة صادقة نحو التقريب وغايته الشريفة، ويرون في ((رسالة الإسلام)) دعوة هادئة وزينة مثابرة إلى اصلاح المسلمين في مختلف طوائفهم وشعوبهم اصلاحاً نفسياً فكرياً هو أساس وطيد من أسس التعاون على الاصلاح العام الذي يجعل منهم أمة قويه قائمة بأمر الله على أن تكون كلمة الله هي العليا، وعلى أن يفيىء الناس إلى ما يجب أن يفيئوا إليه من حكم الله، وصراطه المستقيم.
يشعرون بهذه العاطفة الصادقة نحو التقريب ورسالة الإسلام، ويكتبون الينا مؤيدين أحياناً، وموجهين أحياناً، وناقدين أحياناً، ونحن نتلقى هذا كله بما هو جدير به من العناية والقبول، ونجعله دائماً نصب أعيننا فيما ندرس ونبحث شاكرين لاصحابه غيرتهم واخلاصهم.
ومما يرد الينا كثيراً رسائل تفيض حزناً وأسفاً على ما يصادفه المسلمون من صعاب داخلية أو خارجية تعوق تقدمهم، وتحول بينهم وبين ما يصبون إليه من النهوض والانبعاث في ركب الحياة.
ونحن نرى في هذه الرسائل، وفي الروح الكريم الذي يبعث عليها، أمارة على الوعى والتيقظ، وبشارة بالخير والمستقبل المنشود، ولا نعتقد أن اليأس يتطرق إلى قلوبنا بتريدى هذه المعانى والاستماع إليها.
ومن أمثلة هذه الرسائل التي تفيض غيرة على الأُمة، وتفيض مع ذلك حزنا وأسفا واعترافاً بحكم الواقع المؤلم، ماجاء في بعض ما كتبه عالم من العلماء الممتازين بباكستان إلى كبير في جماعة التقريب، إذ يقول في صدد حالة المسلمين عامة، وحالة شقيقتنتا (الباكستان) خاصة، مما ننشره المعبرة وما فيه من النصيحة:
... انى أرغب في أن أشغل بعض فراغك، أو أغتصب بعض أوقاتك الثمينة، لابثك بثى، وأتنفس لديك ببعض آرائى التي أحس بأنها سجينة ذهنى، وأسيرة نفسى وقد يشجعنى على ذلك ما أعلمه من أن هذا النوع من الحديث إليك يتصل بمهمتك