/ صفحة 71/
فاللغة في حياة الامل ليست تحديدا جافا لا مرونة فيه; بل فيها مجال للفهم والتخريج غير مصطلح عليه. ويرسم طريقه ويحدد معالمه أمل القارىء وحده.
* * *
وإذا كانت حياة الامل هي متنفس الإنسان إذا حزبه واقع أمره وضاقت نفسه بنتائج الكفاح فيه ومشاركة الناس له في امكانيات الوجود الواقعى، وإذا عد الامل من أجل ذلك مقابلا لحياة الواقع - فهناك في استعدادات الإنسان وطبائعه أيضا ما يجعله من جديد محتاطا في التزام الواقع في تصرفاته وأفهامه، وبالاحرى هناك ما يميل به إلى التشدد والتضييق في تخريج الاحداث وفهم الالفاظ والتراكيب هناك طبيعة الخوف في الإنسان. والمدّ في فهم اللغة من لوازم الامل، والتقلص والانكماش في تخريجها من مظاهر الخوف. والانسان اذن فاعل أيضا في هذه الحياة. وهذه الحياة ليست اذن كلها حقائق مجردة. ولغة الإنسان كذلك لاتعبر بالتالى تماما عن حياة الواقع. ودلالات الالفاظ والتراكيب لابد أن يختلف فيها الناس أيضا.
إن ضعف الثقة بالنفس في الإنسان - ومنشأ ضعف الثقة عنده سيطرة الخوف عليه في العادة - يحمله على أن يفهم الاوامر والنواهي لا كما تعطيها تراكيب اللغة، بل يفهمها في نطاق أضيق من نطاقها، ويتشدد في فهمها إلى أبعد حدود التشدد:
فإن كان موظفا في مصلحة من المصالح وصدر إليه والى نظرائة منشور دورى فهمه على النحو الذي يبدو في لا الموقف المكانى الذي يتخذة من رئيسه في المصلحة.
وموقف ضعيف الثقة بنفسه من رئيسه ألا يثبت في مكان قريب منه إن شخص أمامه; بل يرجع إلى الوراء قليلا قليلا، ثم لا يلتفت يمنة ولا يسرة حين يتجه ببصره إليه، ولا يهدأ روعه الا عند ما تعيد إليه درجة البعد في مكان الالتقاء الشعور بوجود نفسه. انه يحد من دلالة الالفاظ والتراكيب التي وردت في المنشور، ويضيق من عموم الحال التي صدر من أجلها، وما يزال يحد ويضيّق حتى يجعل حال المنشور العامة خاصة بنفسه، ثم عند ما ينفذه يشك في أن الذي