/ صفحه 157/
صحت دلالته التاريخية على الأحداث والانساب وما يتصل بها، أم لم تصح; ومن حق الباحثين أن يتكلوا على التاريخ وعلى الانساب، على مبلغ ما تهديهم إليه دراساتهم وبحوثهم ودلائلهم، وأن ينقدوا الأدب الجاهلي نثره وشعره، على مناهجهم الخاصة أو العامة، ماشاءوا; وللمتثقفين على اختلاف مدارسهم، أن يفيدوا من كل نقد، ومن كل بحث، ما يكشف عن فكرة سديدة أو رأى جديد.
على أن يدعوا للدارسات الإسلامية العربية منهجها في النقد، لارتباطه بأصول الإسلام، وفروعه ارتباطا لا يقبل الانفصال بحال.
* * *
ولقد نشطت حركة النقد الادبي في هذه الايام نشاطاً بارزاً; واستفاضت فيه البحوث، واتسع مجال النشر في المؤلفات والمجلات والصحف اليومية، وأخذ اتجاهه في الأعم الاغلب على ضوء من التقافات الغربية، وآدابها وأدبائها، وبأقلام مجددة ثائرة في أغلب الاحيان، وهي حركة تلقاها ـ نحن المحافظين ـ كما تعودنا أن نلقى كل علم وفن: بصدر رحب، وتعطش إلى المعرفة، وشوق إلى الاستفادة.
بيد أن كل أولئك، لا يلهينا عن أدبنا الخالد ما خلد القرآن الكريم، وا لذى بلغ غاية نضجه على يد الباحثين من رجاله قديماً وحديثاً:
ولكن تأخذ الالباب منه * * * على قدر القرائح والفهوم
و لا نرضي أن ندفع من التنكر له، أو الانحراف عن سنته ومنهاجه، ثمناً لما نغنمه من مذاهب النقد الحديث، فنسكت على هضيمته، أو ننام معه على ضيم.