/ صفحه 303/
عمار بن ياسر
لحضرة الكاتب الكبير ا لسيد صدر الدين شرف الدين
صور ـ لبنان
الكاتب الكبير السيد صدر الدين شرف الدين الموسوى غني عن التعريف بما له من بحوث جليلة الشأن، في معانيها ومبانيها، يعرفها له العالم الإسلامي فيجد فيها العالم بغيته، والاديب أمنيته، وهذا بحث من بحوثه التي ستكون فصلا من كتاب يشتغل باعداده، هو "حليف مخزوم". رئيس التحرير
قد تعجب لكهل انصرف من عقده الرابع أو كاد، يسلط عليه من حز الحديد، ومن لفح النار، ومن ضغط الماء، عذاب نكر، فلا يستخذى للعذاب، ولا يحفل به، ولا يباليه، بل يقبل عليه مرة بعد مرة في مرات كثيرة، مطمئناً له، راضيا به، لكأن أط راف الاسنة وألسنة النار، وضغط الماء أشياء من ذعدغات حبيب تثير الرضا لا السخط، وتدعو إلى الاغتباط لا إلى الحزن، وتحيي الرجا لا اليأس.
وقد تعجب لشيخ ينصرف من عقده العاشر أو يكاد، يسلط هو على عدوه من سيفه ناراتشبهها النار، ومن عزمه حديداً أصلب من الحديد، ومن اندفاعه سيلا أعنف من السيل.
وقد يبطل عجبك من هذا وذاك، حين تعلم أن هذا الشيخ الفتي المستطيل، إنما هو ذلك الكهل الشاب المضطهد نفسه، وأن هذه الانسان الراسخ في حاليه، لم يستقبل الفتنة المنكرة كهلا، ولم ينزل فيها للعذاب الشديد الغليظ عن بدنه،