/ صفحه 369/
غنى عنها ـ تفرق بين مسلم ومسلم فيما كانوا فيه على وفاق من قبل، كأن رصيدنا من الخلافات لم يكن يكفينا!
وهذه كلها تركت في مجتمعنا رواسب أفقدتنا الثقة فيما بيننا، وأدت بنا إلى التقاطع في كل شى ء حتى في الثقافة.
و لو أنك سألت جامعة تدعي أنها للمسلمين جميعاً، ماذا يعرفون عن مذاهب المسلمين من غير أهل السنة المعروفة لاجابوك بالشائعات، ذلك لانها في الوقت الذي تهتم فيه بدراسة أحوال الاغريق القدامى، والمذاهب البائدة كاللاأدرية تغفل دراسة أحوال فريق كبير من المسلمين، وتحجم عن دراسة فقه كفقه الامام جعفر ابن محمد الصادق، والامام زيد بن على بن الحسين، وهما من هما وأتباعهما يقربون من ربع عدد المسلمين.
هل من الرأي أن يجهل المسلم حال إخوانه ويهتم بغيرهم؟
هل يصح أن يعني بالمذاهب غير الإسلامية وهو يهمل بعض المذاهب الإسلامية الصحيحة التي هي جزء من التراث الإسلامي المجيد؟ وهل الفقه شي ء يحارب؟ وإلى متي تظل الثقافة الإسلامية مجزأة وهي خير كفيل لوحدتنا؟ وكيف يمكن أن تجتمع كلمتناو في قلوبنا رواسب، وفي صدورنا حرج، وفي عقولنا ظنون وأوهام.
وكيف يرجي النجاح لمثل هذه المؤتمرات التى كانوا غالباً ما يجتمعون فيها بأحسامهم ويتباعدون بأفكارهم وتنعدم الثقة فيما بينهم.
وكيف نصل إلى تفاهم صحيح، وكثيراً ما كنا نكتفي بالكلام العام المعسول، ولا نتصارح خيفة أن نظهرما يضمره بعضنا لبعض من نفور؟
لقد حدث في "مؤتمر العلماء الإسلامي" الذي انعقد في كراتشى حين أريد الاخذ بلون من الصراحة أن ظهرت بوضوح النزعات المختلفة، ولو لا حنكة رئيس المؤتمر لتكهرب الجو أكثر وساءت العاقبة...