/ صفحه 370/
ثم ماذا؟
ثم أحالوا بالاجماع المسائل الخلافية المعروضة عيه إلى جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة لعلاجها، وهي مطروحة أمامنا، داخلة في منهاجنا.
* * *
هذه هي تجاربنا أملتها علينا مع الاسف الوقائع الماضية، ودعانا حبنا لامتنا، وإخلاصنا لوحدتنا، أن نهديها لاخواننا الذين يحاولون مخلصين أن يصلوا إلى الوحدة الإسلامية، ولنا أن نقول بعد ذلك في صراحة وقوة:
إن أية دعوة للتكتل لابد لها من تمهيد، وأي مؤتمر يراد له النجاح لابد له من أن يهتم في نفس الوقت بدراسة البلاد الإسلامية والاراء السائدة في أجزائها، وإعطاء فكرة صحيحة لكل عضو عن مذاهب الاخرين، والتنبيه عى حملة
الاقلام أن بقفوا عند حدودهم، فلا مهاجمة ولا نبش للماضي ولا إثارة لمسائل خلافية من جديد من شأنها أن تهدم ما يبنيه المصلحون.
ولعل من اليسير بعد ما قدمنا أن ندرك أن الذين يتبنون فكرة المؤتمرات الاسلاميه، والذين تنعقد في بلادهم هذه المؤتمرات عليهم تبعات جسام في مقدمتها أن يعملوا على فتح آفاق جديدة للتفكير الإسلامي، تكون ثمراته أجدى على المسلمين من نبش الماضي، وإثارة الاحقاد وأن يكونوا في ذلك كله جراء أقوياء
مقياسا للفصل بين الكفر والايمان وهي لم تكن كذلك في سالف الزمان.
إن الطائفية التي لاتحس بها بلاد لاطوائف فيها، تلعب دوراً هاماً في كثير من بلاد المسلمين وكل محاولات لجمع الكلمة ينبغي أن تتفادى هذا الداء الوبيل، وجماعة التقريب حين اتجهت إلى هذه العاية إنما وضعت يدها على النقطة الحساسة، فلو نجحت في علاجها لنجح المسلمون؟