/ صفحه 94/
في القضاء على خارج، فربما التقت حلقتا البطان، فلم يطق المجروح الاغضاء عن الحيف المتراكم عليه ـ إن المنطق المستقيم ليطرب لقول المغيرة بن حبا: إذا المرء أولاك الصوان فأوله * * * هوانا وإن كانت قريبا إواصره
فإن أنت لم تقدر على أن تهينه * * * فذره إلى اليوم الذي أنت قادره
و قارب إذا لم تكن لك حيلة * * * وصمم إذا أيقنت أنك عاقره
و إني لاستشف من خلال سطور نصيحتك المحضة النقم على عقيل، ورب ملوم غير مليم، والظواهر قد تناقض البواطن والموازين القسط لعلام الغيوب، فكثيراً ما تنماع سحب التهمة، وينكشف للقاضي الالمعي عذر القاتل، وأنه حر انتصر.
إن هذا مقام يطول فيه الحديث، ولا يصل غاية يوقف عندها، وبحسن السكوت عليها.
قال: لامرية في أحقية ما أبديت، ولكن جاش في صدرى ما استهللت به الحديث من نصيحة غالية، وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
قلت: آمل أن تتفتح لها القلوب الغلف، وتنشرح لها الصدور المفتحة، ولا أجانف ا لواقع إذا ما عددت ميل المنصوح وسيلة لقبولها، فكم من نصيحة ضرب المنصوح عنها صفحا، وقد لقي من حرائها حتنفا، وقديما زج بالكميت في سجن خالد بن عبدالله القسرى، موالي العرافين لهشام بن عبدالملك. بعد إلحاح معاذ الهراء الصرفي المشهور عليه في الخروج من العراق والبعد عن وجه خالد إذ كان معاذ للكميت مخادنا وفيا، لما بينهما من التشيع العلوى ـ لما لم يصخ لنصيحته فقال الهراء:
نصحتك والنصيحة إن تعدت * * * هوى المنصوح عز لها القبول
فخالفت الذي لك فيه رشد * * * فغالت دون ما أملت غول
و عاد خلاف ما تهوى خلاف * * * له عرض من البلوى وطول
ثم بعد هذا كله أرانا يا مولاى قد انساق بنا الحديث إلى ما أبعدنا عن مبحثنا فإننا بصدد لفظي الاب والاخ، وجمعهما لا بشأن الواجب نحوهما، فكم لها من واجبات حث عليها الدين وفضلتها الاداب الاجتماعية.