/ صحفة 406 /
الغزالي
في فلسفة الاخلاقية والصّوفية
لحضرة الكاتب الفاضل الدكتور محمد البهي
أستاذ الفلسفة في كلية اللغة العربية
ـ 2 ـ
(ب) ما السبيل إلى بلوغ الفضيلة؟
أما السبيل إلى تحصيل الفضيلة وبلوغها في سلوك الإنسان كما يراه العزالي. فهو رياضة النفس مع العبادة. فليست العبادة وحدها بكافية، بل لابد معها من الرياضة النفسية حتى يكون أداء العبادة مع رغبة ومحبة، لا مع استثقال وكراهية. وليست الرياضة أيضاً وحدها بكافية، بل لا بد معها من العبادة، لأن مقصود العبادة التأثير على القلب، وبدون العبادة لا تؤثر الرياضة، وإن كانت تيسر عي الإنسان اتيان العمل. فالرياضة والمجاهدة مع العبادة معاً ينشأ عنهما رقة القلب وصفاؤه مع يسر ورغبة في إتيان العمل الفاضل، يقول في ذلك: ((والرياضة حمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب، فمن أراد مثلا أن يحصل لنفسه خلق الجود، فطريقه أن يتكلف تعاطى فعل الجواد وهو بذل المال. فلا يزال يطالب نفسه ويواظب عليه تكلفاً مجاهداً مجاهداً نفسه فيه، حتى يسير ذلك طبعاً له، ويتيسر عليه فيصير به جوادا.. ولن ترسخ الأخلاق الدينية ما لم تتعود النفوس جميع العادات الحسنة، وما لم تترك جميع الأفعال السيئة، وما