/ صفحه 245/
المجتمع القرآني
ـ 4 ـ
الأمة الإسلامية
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهرة
وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة
ــــــــ
1 ـ ذكرنا فيما أسلفنا من قول: خواص المجتمع القرآني ومزاياه، وأشرنا إلى مجتمع الأسرة، والمجتمع الصغير، أو ما يسمى في لغة العصر الحاضر المجتمع المحلي، وهو الذي كان يسمى في ماضي الإسلام مجتمع القبيلة؛ وقد ذكرنا أن هذه المجتمعات كلها وجدت في الإسلام لتكون أردافا معنوية تمد المجتمع الأكبر بعناصر القوة، وعناصر التأليف الرابط؛ والمعاني الإنسانية والخلقية الجامعة في ظل دين الله تعالى الذي انبثق نوره من السماء.
والآن نتجه الى القصد الأكبر من الوحي المحمدي، وهو تكوين جماعة إنسانية فاضلة تبنى في تكوينها على الفضيلة، وتربط العلاقات فيها بالأخلاق الفاضلة، والمودة الواصلة، وتكون العلاقة بينها وبين غيرها قائمة على العدالة والوفاء والمثل الإنسانية العالية.
2 ـ وقبل أن نخوض في بيان هذه العلاقات التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي الفاضل لابد أن نتكلم في الوحدة الإسلامية كحقيقة مقررة ثابتة في الإسلام؛ ذلك لأن توالي القرون على تفرق المسلمين في بقاع الأرض أشياعا وفرقا؛