/ صفحه 379/
وخاصة في أثينا وفي قبرص وقورنثة وبيبلوس Byblos. ففي قبرص كان يجب على العذارى أن يذهبن إلى ساحل البحر في أيام معلومات ليقدمن بكارتهن قربانا للإلاهة أفروديت (1). وفي معبد الإلاهة أفروديت بقورنثة كان يوجد عدد كبير من النسوة يزاولن البغاء المقدس (2). وتروي الأساطير اليونانية أن بعض مدن اليونان كانت إذا اشتبكت في حرب ينذر أهلها للإلاهة أفروديت أنى يخصصوا بناتهم للبغاء المقدس في معابدها إذا أمدتهم بعون منها فخرجوا منتصرين على أعدائهم (3) وجرت عادة سراة اليونان في مملكة أثينا وغيرها أن يخصصوا بعض إمائهم للبغاء في معبد من معابد الالإهة أفروديت، على أن يخصص دخلهن من هذه المهنة لصندوق المعبد نفسه. وقد انتشرت هذه الطقوس في مخلتف بلاد اليونان، واعتبر تقديم الإماء على هذا النحو من صالحات الأعمال التي يتقرب بها الناس إلى الإلاهة حتى لقد كان الأغنياء وقواد الجيش ينذرون لهذه الإلاهة عددا من هذا الصنف من الإماء إذا تحقق لهم مآرب أو انتصروا في حرب، فكثر من جراء ذلك عدد هذا الصنف من الفتيات حتى ضاقت عليهن معابد هذه الإلاهة بما رحبت. وقد أطرى هذه الأعمال كبير مؤرخيهم " سترابون " وعدها مشروعات وطنية جليلة لأنها ـ على حد قوله ـ تجذب الأجانب للبلاد فينفقون فيها أموالهم، فتنتعش بذلك اقتصادياتها، ويعمها الرخاء، ويزداد دخلها القومي.
وفي القرن التاسع عشر نفسه كان لا يزال يوجد في كثير من معابد الهند عدد كبير من البغيات يزاولون مهنتهن لصالح المعابد نفسها ويخصصن لها دخلهن من هذه المهنة. وكان هؤلاء النسوة موضع تقدير وإجلال من خاصة القوم وعامتهم، بل كن وحدهن اللائي يسمح لهن بالتعلم في الهند (4). وفي عهد بوذا نفسه كانت وئيسة البغايا اللائي من هذا النوع موضع احترام كبير في بلدة فيزالي Visali ولم يستنكف " بوذا " نفسه أن ينزل في دارها(5).

ــــــــــ
(1) Ibid. 429
(2) Letournean, op. cit. 367
(3) Westermarck. Op. cit , 429
(4) Letournean, op. cit. 363
(5) Ibid