/ صفحه 382/
قال: وهكذا لم يواجه الفرد الجماعة ـ على أنها أقل الجمع ـ وإنما خدع الأخوين ففرق بينهما فهو ضعيف تجاهما معاً قوى تجاه كل منهما منفرداً.
قلت: لكأنكم عربتم تعبير " كورني ".
قال: أو لم يكن لك في التاريخ الإسلامي غناء عن قصص " كورني " و" راسين " وأساطير " لافونتيه "؟ إنه ليحضرني مثلا قصة أبي بصير عتبة بن أسيد بعد صلح " الحديبية " إنك لتعلم أنها كانت محنة أية محنة حتى لقد قال بعض أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ يعني يوم الحديبية … يأمر الرسول علياً كرم الله وجهه أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فيقول سهيل بن عمرو: والله ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمانة " يعني مسيلمة " اكتب باسمك اللهم. ويقول الرسول: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، فيقول: لو كنا نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ولا صددناك عن البيت الحرام ولكن امحها واكتب محمد بن عبد الله فيأبى الإمام أن يمحوها فيمحوها رسول الله نفسه وبعد لأي يتم الصلح على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لا يردوه. وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم ثلاثة أيام.
ويقبل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد انقلت وخرج من أسفل مكة فرمى بنفسه بين أظهر السملمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده اليّ، قال الرسول: إنا لم نقض الكتاب بعد، قال سهيل: اذاً لا أصالحك على شيء أبداً، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): فأجره لي، قال ما أنا بمجيره لك، قال بلى فافعل، قال ما أنا بفاعل، ثم جعل يجره ليرده إلى قريش، فقال أبو جندل: أي معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما؟ ألا ترون ما لقيت؟ ـ وقد كان عذب عذاباً شديداً ـ قال الرسول: احتسب أبا جندل فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً. ويأذن الله أن يجئ الفرج والمخرج على يدي أبي بصير. بينا الرسول بالمدينة بعد أن عاد إليها اذا هو