/ صفحه 140/
ألا إن القدر قد أنصف الأمم الإسلامية ووضعهم على سلم العز والمجد وأعطاهم العنصر الأهم الأقوى فإذا لم تنج من بين براثن هذا الموت، ولم تعز بعد هذه الضعة وترق بعد هذا الانحطاط فلا نجت ولاعزت ولا رقيت، وكانت حجة عليهم أمام الله وأمام التاريخ، هذه فرصة والفرصة كما يقولون صلعاء من الخلف فإذا لم يأخذوا بنا صيتها فاتتهم.
وليس أحد أحق باللوم ممن رزق أسباب الكمال وظل ناقصا لا يتم ولا يكمل وسأنشر كتابا أبين فيه حكم الإسلام في المعادن والركاز وأبين أهو ملك للحاكمين يتصرفون فيه تصرف المالك فيما يملك أم هو ملك للأمة يتصرفون فيه تصرف الوكلاء والأمناء لا يجوز لهم أن ينفقوه إلا حيث أمرهم الله كما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ((أنا والله لا أعطى أحدا ولا أمنع أحدا إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت)).
فمن كان من الحاكمين قد تصرف على مقتضي ذلك أسعده ذلك وسره، ومن لم يفعل ذلك فلا تزال في الوقت فسحة والله ولي المتقين.