/ صفحه 280/
مذكور في الدولة الأموية، ومثل هذا لا يصح الإغضاء عن التبديل الطاريء عليه، ولا سيما في تلك الكتب الرسمية الذائعة في أيدي الناشئين والناشئات الذين يعلق في أذهانهم ما يعرفون، ويبقى فيها بعد ما يكبرون، ولئن كان الحرص على سلامة المعلومات مقدسا إنه للصغار أقدس، فالتعليم في الصغر كالنفش في الحجر، فهو ذخيرتهم التي ينفقون منها وينمونها في مستقبلهم الثقافي، ذلك هو كتاب:
الأحاديث النبوية: للسنة الثانية الثانوية المرر بوزارة التربية والتعليم.
ورد فيه تحت عنوان ((الزوجة الصالحة)): الحديث الشريف، وإني لأكتبه كله كما في ص 22 تيمنا بتسطيره، قال صلى الله عليه وسلم: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله)).
كتب الأساتذة بعد شرح الحديث عما يرشد إليه ما يأتي:
((على المرأة أن تكون نظيفة الجسم حسنة الأدب حين تلقى زوجها، ليسره مرآها، وقد أوصت أسماء بنت خارجةالفزارية ابنتها فقالت: احفظى أنفه وسمعه وعينه، فلا يشمن منك إلا طيبا، ولا يسمع ألا حسنا، ولا ينظر إلا جميلا)).
فما ترى فيما ترى؟! ولو كان أسماء بن خارجة من الدهماء ما لزم الإرشاد عنه.
فإن المقصود الوصية نفسها دون تقدير للموصي، لكن إذا أضفى عليها نسبتها للعظيم حلية الرعاية والتسليم حسن الإعلان عنه إعلاء لقدرها وحثا على العمل بها.
لهذا حق ذكر نبذة عن ((أسماء)) يستبين منها عظم قدره واستنكار غمطه، كما حق تلافي هذا التحريف في الطبعة الآتية للكتاب.
أسماء بن خارجة الفزازي.
ساد معاصريه بكرم أخلاقه، وبسط يده في الندى لمعتفيه، مدحه القطامي والأخطل وعبدالله بن الزبير الأسدي، وصاهره عبيدالله بن زياد ثم الحجاج الثقي، وترجم له ابن شاكر في ((فوات الوفيات)) وجاء في ترجمته: