/ صفحه 176/
نجوت منها نجائي من بحيلة إذ القيت ليلة خبت الرهط أرواقي
صحيح أن ابن خالوية يذكر في أول كتابه، أن كل ما يورده فيه من مسائل يقصر الحكم عليها، إنما هو على حسب ما وسعه علمه، واتصلت به روايته وهو تواضع يذكر له، وأمانة يحمد بها، لكنهما فيما أرى لا يبعدان بمنهجه من مناهج أصحاب الإحصاء والحصر، ولا يخرجانه هو من زمرتهم البتة.
ولو شاء أن يجتنب مناهجهم، ويخرج حقا من جملتهم، لوجد مراغما كثيراً وسعة، ولكان حقيقا أن يتبدل مثلا باسم الكتاب اسما غيره، يطلقه عليه، ويبدأ مباحثه به، كأن يسميه مثلا: " من كلام العرب "، ثم يمضى في مطلع كل باب فيقول: " من كلام العرب كذا وكذا "، لا أن يسميه: " ليس في كلام العرب "، ويمضي فيقولها في مطلع كل باب، لا يعدل منها، ولا يمل تكرارها.
ولكنه فيما يبدو كان يريد شيئاً، ويقول غيره، فلم يتطابق القول والفعل، وتم كلاهما على خلاف صاحبه، وأنه منه في واد غير الواد.