/ صفحه 177/
الدعوة إلى الوحدة
في تاريخ الامامة الزيدية
للدكتور محمد عبد الله ماضي
أستاذ التاريخ الاسلامي بكلية أصول الدين
ــــــ
الامامة الزيدية تنتسب إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضوان الله عليهم أجمعين. ولقد كان الإمام زيد من أعلام أهل البيت الذين عرفوا بالعلم والاجتهاد ومن أصحاب الرأي والمكانة الذين اجتمع الناس حولهم فاستمعوا لقولهم وأخذوا عنهم وتمذهبوا بمذهبهم. تحدث عنه مرة ابن أخيه الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه فقال: " كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم؛ والله ما ترك فينا لدنيا ولا لآخرة مثله ". وقال عنه الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت صاحب المذهب الفقهي المعروف: " شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله، فما رأيت في زمانه أفقه ولا أعلم منه، ولا أسرع جوابا، ولا أبين قولا... لقد كان منقطع القرين ".
وإنه لمن أبرز السمات الواضحة في تاريخ الإمام زيد أنه كان شديد الحرص عفى جمع كلمة الأمة الإسلامية شديد الحرص على المحافظة على الوحدة التي اكتسبها العرب والمسلمون بفضل الإسلام، ولهذا كان لا يتورط في الخلاف والتعصب للرأي إلى درجة التطرف والمبالغة والافتئات على مخالفيه في الرأي ما داموا لم بشتطوا ولم يظلموا. وما داموا يلتزمون حدود العدالة والعمل بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ومن المواقف الواضحة التي تشهد بهذا الاتجاه وتؤيده في تاريخ الإمام زيد: موقفه من خلافة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فهو على الرغم من أنه كان يرى أن جده عليا رضي الله عنه كان أحق بالخلافة منهما فقد اعترف بصحة