/صفحة 412/
قلت: ومع هذا تجدنا ننشد الوحدة.
قال: كوننا ننشد الوحدة ليس مقتضاه أن يكون تفكيرنا من طراز واحد. وإن اختلاف الرأى كما قلت بحق. لسنة الله في خلقه. وهو سبحانه مع هذا جعلنا أمة واحدة نعبده وحده لا شريك له.
قلت: فإن الوحديد العربية موشكة أن تكون حقيقة أصلها ثابت وفرعها في السماء
قال: فهى أس الوحدة الكبرى وحدة الأمة الإسلامية وكذلك يعيد التاريخ نفسه. إن صدقنا ما عاهدنا عليه الله. فأنت تعلم أنه سبحانه وتعالى جمع الأمة العربية على الملة السمحة. ثم العرب الأمانة إلى سائر بلاد الله. وهكذا عربى ولا عجمى إلا بالتقوى. . إن له علينا جل وعلا لعهدا رتب عليه وعدا. ولقد صدقنا الوعد طالما كنا مستمسكين بالعهد (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا. يعبدوننى لا يشركون بى شيئا. ومن كفر بعد ذلك فأولك هم الفاسقون).
ذلك هو عهد الله وميثاقه الذي واثقنا به، ما على المسلمين إلا أن يجتمعوا ـ كما اجتمعوا ـ على الإيمان والعمل الصالح. .
قلت: واما بعد؟
قال: وأما بعد. فإن وحدة الأمة الإسلاميد تتحقق تحققا تلقائيا. . فليذكروا نعمة الله عليهم وميثاقه الذي واثقهم به. وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر. ولو شاء لهداكم أجمعين.