/صفحة 413/
على أوائل الطّريق
للأستاذ الجليل الشيخ محمد الغزالي السفا
وكيل مراقبة الشئون الدينية بوزارة الأوقاف
ذكر المستشرق المجرى "جولد تسيهر" أن الملك "نادر شاه" سعى جاداً كى يعقد مع الأتراك صلحاً ينقى الجوّ بين الشيعة والسنة "ويضع حداً للخلاف القائم بين الفريقين".
وقد وضع لذلك مشروعاً حسناً، كاد يخرج إلى نطاق التنفيذ لولا أن المنيد عاجلت الرجل فمات قبل أن تتحقق أمنية.
قال "جولد تسيهر": "ولدينا فيما اشتملت عليه كتابات الفقيه السنىّ" "عبد الله بن حسين السويدى" وثيقة هامة معاصرة عن محمع دينى عقده "نادر شاه" وجمع فيه بين فقهاء الفريقين.
في هذا المجمع انتهوا إلى اتفاق يقتضى بضم التشيع إلى المذاهب السنية الأربعة، وجعله مذهباً خامساً.
وصار من السهل بعد قليل ـ بموجب هذا الأتفاق ـ أن يخصص مقام خامس للمذهب الجعفرى في دائرة الحرم المكى بجوار مقامات المذاهب الأربعة السنيد وصار لزاما منذ ذلك الوقت الإقرار بسنية هذا المذهب.
قال: "وما أبدعها من طريقة ضمّ بها الإسلام الشيعى إلى مذهب أهل السنة! ولكن سرعان ماظهر أن هذا كله كان حلماً براقا. وأمنية بعيدة.
فالحقد المتوارث الذي يحمله كلا الفريقين للآخر والضغائن التي شطرت فقهاء المذهبين شطرين جعلتهم بعد موت "نادر شاه" لا يستصوبون سياسة التسامح والوفاق.
ثم قال: "أما الحركة التي لاكتها الألسنة كثيراً في السنين الأخيرة، وتعرف بإسم الجامعة الإسلامية ـ وهي حركة يصورها الكتاب "الأوربيون" كخط واهم تارة أو كشيخ وهمى تارة أخرى ـ فقد روجت في البيئات الإسلامية فكرة إزالة الخلافات القائمة بين شتى الفرق، تمهيدأ لإيجاد تحالف يجمع بين الأمم الإسلامية. . ".