ـ(7)ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

افتتاحية العدد



نحن والتاريخ


لا يمكن لمجموعة بشرية أن تنفصل عن تاريخها، فهو يؤثر في روحها وفكرها وسلوكها إيجاباً أو سلباً، غير أن هذا التأثير يتغير تبعاً لمستوى النضج الفكري للأمة، فإن كان مستواها هابطاً انجرفت في تيار أحداث متدفق من الماضي إلى الحاضر، دون أن يكون لها إرادة في تعيين مساره، وإن كانت تملك زمام أمورها سيطرت على مسيرة الأحداث التاريخية، ووجهتها وجهة رائدة.
فالأمة الحية لها من التاريخ موقف الأشراف، لا الانجراف، تتخذ من أحداثه عبرة.. وتستخلص من غواشيه الدروس. فهي تنظر إلى صفحاته نظر الفاعل لا المنفعل، وتتفاعل مع أحداثه تفاعل خبير يريد أن يبني حاضرة ومستقبله.
نحن المسلمين: نملك ذاكرة تاريخية موثقة لا تملكها أية أمة، وتخزن هذه الذاكرة صوراً لا حصر لها من الأحداث والمواقف، الإيجابية منها والسلبية.
يشهد الخط البياني لمسيرتنا التاريخية تارة صعوداً يفاخر به الأمم، ويزين جبين الدهر.. ويشهد أحياناً هبوطاً مخجلاً يندى له الجبين.
ونحن اليوم نرث كل تلك الإيجابيات والسلبيات، فما موقفنا منها؟ هذا يتوقف على مقدار ما فينا من حياة وإرادة. إن كانت مظاهر الحياة فينا ضامرة تسربت إلى