ـ(9)ـ
ـ رحمه الله ـ من معطيات إيجابية بناءة.
ثم هو ـ تجاه ما عصف بتلك الفترة الزمنية من أحداث مؤلمة أثرت في كتابات الشيخ المفيد ومواقفه ـ يقول:
(ما أريد أن أو كد عليه في نهاية هذا المقال هو: توصية العلماء والمفكرين المشاركين في هذا التجمع الثقافي أن يبذلوا كل وسعهم لجعل هذا اللقاء العلمي وسيلة تقريب فكري واتحاد عملي بين المذاهب الإسلامية.
إن أسلوب الشيخ المفيد ـ رحمه الله ـ في مواجهة خصمه المذهبي في زمانه متأثر دون شك بالحوادث الاجتماعية المرة، وبالمصائب التي ألمت بالشيعة المظلومين في ذلك الزمان، والتي أدت إلى إضرام نيران التعصب الأعمى. هذا الأسلوب لا يمكن أن يكون اليوم قدوة لمواقف الفرق الإسلاميّة من بعضها، حتى في المجالات الكلامية.
الفرق الإسلاميّة اليوم ـ باستعراض تلك المشاهد التاريخية المؤلمة ـ يجب أن تتلقى تجربة التعاطف والمسالمة، وعليهم في هذا العصر ـ حيث مبادئ الإسلام التي تحمل ما تحمل أمثال المفيد من كل مذهب لإحيائها، تتعرض للخطر من قبل الأعداء الدوليين ـ أن يفكروا في الوحدة والتقارب والتعاون بين كل الفرق وجميع مفكريها. وهذا هو الدرس الكبير لثورتنا، والتوجيه الخالد لإمامنا الراحل قدس الله نفسه الزكية).
هذا المبدأ في قراءة التاريخ مبدأ هام يشكل معياراً للتمييز بين القراءة الحية المنطلقة من رواد الحياة، وبين القراءة الميتة المنبثقة من روح ميتة أو قاتلة.
فلنتجه إلى الإسلام.. إلى الحياة.. إلى استجابة دعوة التوحيد والوحدة (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)(1)
رئيس التحرير
_________________________________
1 ـ الأنفال: 24.