ـ(196)ـ
يعتبرون مواجهة الثورة الإسلاميّة مفتاحاً لمواجهة هذه الصحوة الشاملة، وخير دليل على ذلك وجود بؤر صراع متعددة في العالم الإسلامي، سواء في آسيا أو أوربا أو أفريقيا، فإن إيجاد هذه البؤر يدخل في هذا الإطار.
نستلخص من كلّ هذا: أنّ الأسلوب الوحيد لمواجهة هذه الهجمة التي جند العدو أحدث الوسائل والخطط لإنجاحها لقمع الحركة الإسلاميّة هو: تحقيق الوحدة الإسلاميّة التي تضمن تحرير العالم من ربقة الأخطار الكبيرة المحدقة به من جراء تنامي أطماع الدول الاستكبارية في العالم، وأن أهم عامل يكفل تحقيق هذه الوحدة هو: محاولة تقريب وجهات النظر وآراء الفرق الإسلاميّة . كما أنّه من العسير التوصل إلى الوحدة الإسلاميّة العملية مع فقدان الأرضية الفكرية اللازمة لذلك.
وبالرغم من الجهود المضنية والمثمرة التي بذلها قادة الفرق الإسلاميّة والمفكرون الكبار لتحقيق ما يمكن تحقيقه من الوحدة الإسلاميّة فإن الواقع يقول: إنهم لم يخطوا سوى خطوات محدودة في هذا المجال، وإن متابعة ومواصلة مسيرتهم تستوجب بذلك مزيد من المحاولات المخلصة من قبل مفكري وفقهاء جميع الفرق الإسلاميّة ، ومن أجل مواصلة تلك المسيرة لابد من الوقوف على بعض الأمور:
منها: دراسة إنجازات المتقدمين من المهتمين بتحقيق الوحدة، والاستفادة من الطاقات المتاحة في كافة أنحاء العالم، وكشف العقبات الكأداء التي تقف حائلاً دون تحقيق هذا الهدف، والتوصل إلى السبل الكفيلة لرفع هذه العقبات.
إنّ أكبر عقبة تحول دون تحقيق الوحدة الإسلاميّة هي: داء التخلف الفكري الذي ابتلي به بعض قادة فرقنا الإسلاميّة ، والذي أسفر عن وقوفهم بوجه أية محاولة للتقريب بين تلك الفرق. بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الداء الوبيل يمهد الأرضية والظروف المناسبة لهجوم المعسكر الإلحادي على الإسلام، وتعبد الطريق لمجيء الاستعمار، وقد تلقى الإسلام أوجع الضربات من هذا الخلل الشنيع. وتأسيساً على ذلك لابد من تركيز العمل الجاد لمعالجة هذا الداء وإزالة آثاره البالغة، والتوجه الجدي