ـ(197)ـ
للقضاء على هذا الخطر المداهم.
إنّ الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ الذي قاد الثورة الإسلاميّة إلى ساحل النصر العظيم وفتح باب التقريب على مصراعية يعد من طليعة الفقهاء المتفتحين في عصرنا الحاضر. كما أنّ إيعاز قائد الثورة الإسلاميّة آية الله السيد علي الخامنئي بتأسيس "مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة" وتأكيده مراراً على جدية أنشطة هذا المجمع لم يكن يتأتى لولا تمتعه بعقلية نيرة متفتحة، ووقوفه على حاجة الأمة الإسلاميّة الماسة للوحدة، لذا فإن جميع الجهود التي يبذلها المفكرون المسلمون من الفرق كافة يجب أنّ تنصب على إزالة التخلف الفكري المستشري في أوساط علماء المسلمين أنفسهم، ففي عصرنا الحاضر لا يمتلك المتخلفون فكريا أية ميزة سوى كونهم حطباً للنيران التي أججتها جبهة الإلحاد لحرق العالم الإسلامي.
إنّ العالم الإسلامي اليوم بأمس الحاجة إلى قادة وعلماء يتمتعون بضمائر ثورية حية لتحقيق النصر على الكفار الّذين هبوا بكل ثقلهم مجندين بشتى الأساليب البراقة لسلب الهوية الإسلاميّة الأصيلة من المسلمين وبث الفرقة والخلافات الجانبية بينهم.
يعد الشهيد المظلوم آية الله السيد محمّد حسين الحسيني البهشتي (1).الفقيه والعارف والفيلسوف والمتكلم المبرز في عصرنا الحاضر من خيرة المفكرين الّذين تبنوا مشروع التقريب والوحدة الإسلاميّة باعتباره ضرورة ملحة لا يمكن تجنبها، فكان
___________________________
1ـ ولد الشهيد آية الله الدكتور محمّد حسين الحسيني البهشتي عام (1928م) من عائلة دينية في مدينة أصفهان، وتخرج من جامعتها، وبعدها توجه إلى الحوزة العلمية في قم المقدسة، حيث استفاد من جلسات دروس الأساتذة الكبار هناك في استقاء العلوم الدينية والفلسفية، وحصل على شهادة العلوم الدينية والفلسفة، وحصل أيضاً على شهادة البكالوريوس والدكتوراه في الشريعة الإسلاميّة من جامعة طهران.
بدأ الشهيد نشاطه الثقافي والسياسي منذ عام (1950م) وتابع الاهتمام بتربية الكادر اللازم من أجل الكفاح الفكري والثقافي منذ عام (1954م) وحتى عام (1961م).