ـ(66)ـ

دراسة في المنهج
لعلم الكلام المقارن

الشيخ عباس علي البراتي (1).
تمهيد
إنّ علم الكلام الإسلامي ـ كسائر العلوم الإسلاميّة ـظهر في أواخر القرن الأول الهجري. ومن المعلوم أنّ العلوم بتشعبها واختلافها في الموضوع والغرض وأدوات المعرفة المستخدمة فيها لا يمكن الوصول إلى جميعها من خلال منهج واحد ونمط عام، فإن من العلوم ما يبتنى على الحس والتجربة، ومنها ما يعتمد على التحليل العقلي والقياس، ومنها ما يستوحى من الإلهام والوجدان وما إلى ذلك.
وهذا ما حدا بالعلماء في العصر الحديث إلى تخصيص قسم من جهودهم وصرف شطر من أعمارهم في معرفة مناهج البحث في كل علم، وهو ما يسمونه بـ "علم المنهج" (2).
وفي ما يلي نستعرض علم الكلام في نشأته ونسلط الضوء على أهمية المنهج في دراسته.
الجذور التاريخية لعلم الكلام المقارن:
كثر ما ألف العلماء والباحثون ـ الإسلاميون وغير الإسلاميين ـ في مجال مقارنة
__________________________________
1 ـ كاتب في مركز الدراسات في مجمع التقريب قم.
2 ـ methodoIogy وقد يسمى أيضاً علم المنهجيّة.