ـ(67)ـ
الأديان والمذاهب الإسلاميّة ودراسة الملل والنحل، فيّمن لا ينبغي أنّ ننسى جهودهم في هذا المجال في العالم الإسلامي: ابن المفضل (1).، وأبو القاسم الكعبي، وعباد بن سليمان الصيمري وأبو الحسن الأشعري، وأبو بكر الباقلاني، وابن فورك، والبغدادي وآل نوبخت، والشهرستاني، وابن حزم، وفخر الدين الرازي، ونشوان بن سعيد الحميري اليمني، حيث بذلوا ما في وسعهم للإحاطة بآراء الفرق والمذاهب الإسلاميّة وتأريخها مع المقارنة بين مدارسها.
وقد شفع بعضهم ذكر الآراء بالرد والنقد العنيف، بينما اقتصر البعض على سرد المذاهب والآراء.
لقد تفاوتت أساليبهم في البحث بحسب تنوع المقاصد والأغراض؛ بين مؤلف في الآراء والديانات عامة، ومقتصر على آراء الإسلاميين، أو على فرق مخصوصة منهم خاصة، ومن مكتف على النقل المجرد للآراء، أو منتصر ـ مع ذلك ـ لبعض الأقاويل، أو راد على مخالفيه، ومن مركز على ذكر المواضع الخلافية، أو على خصوص الفرق والمذاهب وأصحابها، إلى غير ذلك من مختلف الأساليب التي اتخذوها، والطرق التي سلكوها في كتبهم ومؤلفاتهم(2).
وللشيعة الإمامية في هذا المجال جهود مشكورة، فقد صنف فيه: أبو محمّد النوبختي، وأبو الحسن المسعودي والحاكم أبو عبدالله النيسابوري وأمثالهم.
وأما في مجال علم الكلام (المقارن) فقد أتى العلماء بإنجازات خالدة أمثال: الشيخ المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان في كتابه (أوائل المقالات في المذاهب والمختارات)، والسيد ابن طاووس في (الطرائف في معرفة مذهب الطوائف)، واللإيجي في (المواقف) والجرجاني في (شرح المواقف)، ولغيرهم من أعلام الكلام تآليف مشابهة. ولكن، قد حان لنا أنّ نقوم بدراسة هذه المؤلفات من جديد، ونعيد صياغة هذا العلم (الكلام المقارن) مع بيان اختلافه عن دراسة (الملل والنحل) بحيث يلائم الأغراض المنشودة
__________________________________
1 ـ رجال الكشي: 172، ط بمبي.
2 ـ مقدمة (أوائل المقالات في المذاهب والمختارات):ل.