ـ(10)ـ
استنكاره لظاهرة انحرافية أو لبدعة يراها في المجتمع ويقدم توجيهه اللازم بشأنها.
واصل هذا الطريق خلفه بجد ونشاط خاصة مع ازدياد موجة الحركة الثقافية والاجتماعية الدينية بسبب توقف الحرب.
ويأتي موقف السيد ولي أمر المسلمين ـ سدد الله خطاه ـ من بعض البدع في إحياء ذكرى الحسين ـ عليه السلام ـ أيام شهر محرم، ليسجل صفحة تاريخية بيضاء ناصعة من صفحات تاريخ آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين في إحياء السنة وإماتة البدعة.
صحيح إنّ حادثة عاشوراء بكل ما أحاط بها من مأساة لم يعرف التاريخ لها نظيراً، تدمي القلب، وتحز في النفس وتثير عاطفة وهياجاً في وجدان من يحب رسول الله وآل بيته. لكن إحياء هذه الذكرى في العواطف يجب إنّ يكون في حدود ما أقرته السنة، وكل خروج عن ذلك فهو بدعة تشوه الوجه الناصع للإسلام، وتفتح المجال للجهلة والمغرضين إنّ يعبثوا كيفما شاؤوا في شعائر العزاء الحسيني، ويأتوا كلّ يوم بطامة جديدة.
وهذا ما حدث بالفعل حين عمد نفر إلى إشاعة إدماء الرأس والجسم يوم العاشر من محرم، تحت عنوان المشاركة العاطفية مع دماء العترة الطاهرة التي أريقت في كربلاء.
ومهما يكن الدافع في هذا العمل نزيهاً فإنه خروج على السنة و"أشبه شيء بالخرافة"(1)
ولا يقره الإسلام.
وواضح إنّ اتخاذ موقف تجاه هذه الظاهرة وأمثالها يصطدم بعواطف أولئك الّذين يقدسون هذه العادات، ويجعلون منها وسيلة قربة إلى الله سبحانه وتعالى، ووسيلة انشداد بآل رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولكن العالم الملتزم يجب إنّ يظهر علمه تجاه البدعة رغم لوم اللائمين. وهذه بعض العبارات التاريخية الخالدة من خطاب السيد ولي أمر المسلمين في هذا المجال باختصار شديد:
ـ "الخطابة (في مجالس العزاء الحسيني) يجب إنّ تدور حول ثلاثة محاور:
__________________________________
1 ـ نفس تعبير السيد ولي أمر المسلمين.