ـ(178)ـ
أنيس منصور:
وسخر أنيس منصور أيضاً من الرواية وكاتبها، والضجة التي أثيرت حولها، وقال: (إنّ الرواية طويلة جداً، وإن أكثر المحدثين عنها لم يروها، وإن رأوها لم يقرأوها، وهي متداخلة الأحداث، متنوعة في درجات الشعور...، فلا تعرف على التحديد وأنت تقرأ إنّ كان أشخاصها يتحدثون في نومهم، أو أنهم حالمين، أو مجانين...).
أما عن المواقف الرافضة للرواية المتحفظة من فتوى الإمام الخميني رحمه الله فقد سخر منها الكاتب الدكتور رفعت سيد أحمد، واعتبرها مواقف انتهازية مساومة، تعبر عن رطانة فارغة، ودعاوى للتعقل لا قيمة لها، حيث قال: (...نختار ـ على سبيل المثال ـ موقف الكاتب المصري أحمد بهاء الدين، الذي اعتاد أن يمسك العصا من الوسط دائماً، وفي أغلب مواقفه السياسية والثقافية في كافة العهود الحاكمة، وعليه، فإن لم يتشرف يوماً بالصدام مع أي حاكم، وكان دائماً الناصح الهادئ المتوازن، حتّى "آخر قطرة دم").

رب ضارة نافعة:
وخلاصة ما وصل إليه الكاتب، أو أراد الوصول إليه هو: أن رواية سلمان رشدي كانت ضارة نافعة...، وأنها ليست أكثر من حلقة من حلقات جدلية الصراع بين الإسلام والغرب، وقال:
(لقد فجر سلمان رشدي وبريطانيا والغرب بركانا إسلامياً كان راكداً، لقد أشعر هذا المؤلف المغمور مسلمي العالم بأن ثمة ما يخافون عليه ويعتزون به ويثورون لأجله هو الإسلام... فلم يتقبل المسلمون الإهانة دون أدنى حركة وببلادة وجمود كما توهم الغرب، ولكن فوجئ بتلك الحيوية الدافقة، والغضب العفوي للشعوب المسلمة. كما أن هذه الضارة بحاجة إلى جيل قرآني يقود هذه الأمة الإسلاميّة الخاملة ويحركها، ويوقف أمثال سلمان رشدي عند حدودهم...)(1).
(كما أن هذا الجيل ـ والكلام ما زال للمؤلف ـ بانت بشائره في إيران بعد ثورتها
__________________________________
1 ـ راجع المصدر: 177.