ـ(79)ـ
الوحدة والتقريب
في فكر الشهيد الإمام الصدر
محاولة استكشاف منهج

الدكتور عبد الجبار شرارة
الإمام الشهيد الصدر قدس سره عالم رباني، ومجتهد ورع، وعبقري فذ، كان عطاؤه زاخراً لا حدود لـه، وكانت أمنيته الكبرى، أن يرى شريعة الله تعالى تحكم الوجود والحياة الإسلاميّة، وقد بذل روحه الطاهرة من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم.
لقد أغنى الإمام الشهيد الصدر قدس سره، المكتبة الإسلاميّة، بدراسته المبتكرة (1)، وأمد الفكر الإسلامي المعاصر، بأسباب القوة والمنعة، لمواجهة تحديات العصر الحضارية، ورفد النهضة الإسلاميّة، والصحوة الإسلاميّة والمباركة، بعناصر الحيوية والاستمرار، حتّى ليصح القول: إنّ الإمام الشهيد الصدر قدس سره كان أطروحة الإسلام المتجدد. يدلك على ذلك أنّه قدس سره، قد نهض بمسؤوليات فكرية وجهادية، بما لم ينهض بمثله إلاّ القلائل في تاريخ الإسلام المجيد. كان في جهادٍ متواصلٍ، وسعيٍ دائبٍ، من أجل تحرير وعي الأمة المسلمة، من أطروحة الغرب الكافر، وتحرير مستقبلها من هيمنة الاستكبار العالمي
__________________________________
1 ـ راجع: الأسس المنطقية للاستقراء فقد عالج الشهيد الصدر المسألة بطريقة لم يسبقه إليها سابق.