ـ(80)ـ
وعملائه؛ فلقد امتلك مقومات (البطولة التاريخية)، وأسباب القدرة على تهيئة مستلزمات وشروط النهضة الشاملة. فهو مثل (الاستجابة الواعية)، للتحدي الغربي، ليس على مستوى تزييف(1). (الأطروحة الغربية)، ونقدها، بل بتقديم البديل الفكري والنظري (2). أيضاً. واستطاع على مستوى التخطيط والممارسة، العمل على سد الثغرات أمام النفوذ الاستكباري، وإحباط قدراتهم الستراتيجية، في محاولة تعويق النهضة، التي بدأت معالمها تلوح في الأفق.
إنّ الرصد الدقيق لمجمل حركة الإمام الشهيد الصدر قدس سره، يكشف عن أنّه صاحب (تفكير ستراتيجي)، يعمل في كلّ الاتجاهات، بقدرة غير اعتيادية، فهو يسعى إلى زج الأمة الإسلاميّة كلها، في مواجهة شاملة، مع قوى الاستكبار العالمي. إذ ينشط الوعي الإسلامي، ويستقطب المثقفين، ويحرك الجماهير بلغة خطاب متميز(3)، ويسعى إلى تربية جيل من العلماء، وإنضاج القدرات الاستنباطية، بإصلاح مناهج الحوزة (4)، ويستشرف آفاق المستقبل، فيقدم صيغة متطورة لمؤسسة المرجعية الدينية (5)، قادرة على استيعاب حركة الأمة، ومستقبل الوعي فيها. ويؤسس حركة إسلامية(6)، ناشطة، يوفر كلّ الإمكانات اللازمة لنموها، واتساعها، وامتدادها إلى الوسط العلمائي والحوزوي ثم لا يكتفي بكل ذلك، حتّى يلقي بثقله المرجعي والفكري، من أجل إنجاح تأسيس دولة إسلامية، بعد نجاح الثورة الإسلاميّة التي فجرها الإمام الراحل الخميني قدس سره. إذ يقدم
__________________________________
1 ـ راجع كتبا "فلسفتنا" في تزييف ونقد الفكر الغربي المادي، وراجع "اقتصادنا" الجزء الأول في مناقشة الأطروحة الماركسية في الاقتصاد، والأسس الاقتصادية للفكر الرأسمالي..
2 ـ راجع "اقتصادنا" الجزء الثاني إذ يطرح الإمام الشهيد النظرية الاقتصادية والمذهب الاقتصادي الإسلامي، وراجع أيضاً: البنك اللاربوي في الإسلام" الأطروحة البديلة لحل المعاملات المصرفية.
3 ـ راجع "رسالتنا" ما كان يكتبه الإمام الشهيد في افتتاحية الأضواء، راجع مباحث الأصول / العلامة السيد كاظم الحائري / الجزء الأول من القسم الثاني ص 73، نشر مكتب الأعلام الإسلامي / قم 1417 هـ.
4 ـ راجع: دروس في علم الأصول "ج 1 / ص 18 / مؤسسة النشر الإسلامي / قم ـ 1410 هـ.
5 ـ راجع: مباحث الأصول / تقريرات أبحاث الشهيد الصدر قدس سره بقلم العلامة السيد كاظم الحائري / الجزء الأول من القسم الثاني / المقدمة / ص 94 ـ 98.
6 ـ مباحث في علم الأصول / ج 1 من القسم الثاني / السيد الحائري / ص 141.