ـ(81)ـ
مشروع دستورها ونظرية العمل والاقتصاد(1).
لقد ظل الإمام الشهيد الصدر قدس سره أميناً على تحمل تلك المسؤولية، يخطط لوحدة المواجهة الإسلاميّة الكفوءة الشاملة ن إزاء وحدة قوى الكفر العالمي، حتّى سفك من اجل ذلك دمه (2)، واستبيحت حرمته المقدسة، فنال رضى الله عنه درجة الشهادة ـ وسام استحقاق وتقدير ـ لا خلاصه وتفانيه من أجل الإسلام العظيم.
إنّ ما يعنينا دراسته هنا، من جوانب هذه الشخصية الربانية العظيمة، هو: أطروحته ومنهجه الذي نحاول اكتشافه في مجال (المشروع التوحيدي والتقريبي)، الذي ابتدأ على يد رواد النهضة الإسلاميّة المعاصرة، ورجالاتها الكبار.
ولذلك ستتناول هذه الدراسة، عرضاً ومعالجة للخطوات والأبعاد التي تضمنها منهج الإمام الشهيد قدس سره نقدم بين يدي ذلك نبذة مختصرة، عما قطعه رجال (التوحيد والتقريب) في هذا المجال، وما آل إليه الأمر الآن.
نبذة تاريخية عن الوحدة ومشروع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة:
لعل من المناسب أولاً أن نتعرض بصورة موجزة على ما كان عليه دعاة التقريب والوحدة، وما قدموه من برامج، وما سلكوه من مناهج لنتبين من خلال ذلك منهج الإمام الشهيد الصدر قدس سره ومدى تميزه وشموليته كما حاولنا استكشافه.
إنّ المنهج الذي سار عليه دعاة التقريب والوحدة كان قد تمثل عند الرواد
__________________________________
1 ـ راجع مباحث الأصول / ج1 من القسم الثاني / ص 68. الإسلام يقود الحياة ألف منه ست حلقات في سنة 1399 هـ بمناسبة نجاح الثورة الإسلاميّة وهي:
أـ لمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلاميّة في إيران.
ب ـ صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي (ج) خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي (د) خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء (هـ) منابع القدرة في الدولة الإسلاميّة (و) الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
2 ـ المصدر السابق ص 164. استشهد قدس سره 23 / جمادي الأول 1400 هـ ولم يحضر دفنه سوى الحجة السيد محمّد صادق الصدر، وقد شوهدت آثار التعذيب الوحشي المروع على بدنه ورأسه الشريف.