ـ(168)ـ
ج: أجل، كنت أشارك بالحضور في دروسه العامة وجلساته الخاصة طوال وقت إقامتي في مدينة قم، وكنت أشاهد عن قرب اهتمام السيد البالغ بمسألة تطوير الفقه الإسلامي، ومسألة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة إن آية الله البروجردي (قدس سره) ـ في الحقيقة ـ يقل نظيره بين أقرانه بل لا نظير له من هذه الناحية.
وأستطيع أن الخص الأسباب بما يلي:
1 ـ في دروسه بشكل عام، ولاسيما في المسائل الأساسية في الفقه يتعرض لآراء فقهاء المذاهب الإسلاميّة ويبينها ويبررها بشكل يظهرهم وكأنهم معذورون في مسألة الاختلاف من خلال عرض السوابق التاريخية، وكان يعرض جميع الآراء بعيداً عن كلّ تعصب مع التزام جانب الحياد ومراعات حرمة العلماء.
ومن الضروري أن نعلم أن هذا المرجع العظيم كان على اطلاع واسع بمباني وأقوال وكتب أهل السنة، كما أنّه كان فريداً من نوعه من حيث أحاطته بآراء وروايات ورجال الفريقين وكان مجدداً في مباني علم الرجال، وحرر مجلدات في هذا المجال طبعت أخيراً بإشرافي مع مقدمة مفصلة وجامعة كتبتها في أول الكتاب، وتعتبر هذه المقدمة أفضل مرجع من أجل الاطلاع على حياة وآراء ومباني ذلك المرجع العظيم العلمية.
2 ـ قرر في جمعه للأحاديث الفقهية في كتاب "جامع الأحاديث الفقهية" أن يدرج روايات أهل السنة في حاشية كلّ باب من أبواب الكتاب، وبدأ هذا المشروع، ولكن توقف العمل به لوجود ملاحظات عليه.
وعلى كلّ حال، إن جمع روايات الفريقين والعناية بذلك في استنباط الأحكام يعتبر من أفضل طرق التقريب الفقهية.
3 ـ أما على صعيد التقريب العقائدي، كان يصرّ على نقطة هامة، وهي أننا نحن الشيعة الإمامية يجب أن نركز في بحوثنا على مسألة إثبات المرجعية والمقام العلمي لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بدل التركيز في بحثنا على موضوع خلافة أهل البيت (عليهم السلام) الذي ينتفي موضوعه في الزمن الحاضر، لأن البحث حول الخلافة في الوقت الحاضر بحث ليس فيه فائدة، بل يؤدي إلى الاختلاف والنزاع بين الفريقين،