مدير الشؤون الدولية لمؤسسة السلام الجميل في حوار مع التقريب: أعداء الوحدة يعيشون في عزلة

مدير الشؤون الدولية لمؤسسة السلام الجميل في حوار مع التقريب: أعداء الوحدة يعيشون في عزلة
أكد مدير الشؤون الدولية لمؤسسة السلام الجميل، سامان نيازي، أن مؤتمر الوحدة الإسلامية يُعد راية تجمع عقلاء ونخبة أمة رسول الرحمة ووالد الأمة مقابل الشياطين وأعداء الإسلام.
 
 وفي حوار مع مراسل وكالة أنباء التقریب لفت نيازي إلى دور مؤتمر الوحدة الإسلامية في احباط الفتن، مؤكداً على ضرورة اهتمام مفكري العالم الإسلامي بأساليب عملية من أجل زرع الوحدة في الأمة الإسلامية.
 
وقال نيازي: أبارك مُقدماً أسبوع الوحدة للأمة الإسلامية، مفكري العالم الإسلامي، سفراء الدول الإسلامية في إيران وجميع من يعمل في سبيل توحيد العالم الإسلامي.
 
وعن محاولة بعض الأطراف منع الوحدة الإسلامية قال: نحن نشهد اليوم عزلة أعداء الوحدة، ولكن يجب ألا نغفل أبداً عن تصرفاتهم وتحركاتهم.

وأضاف: ما يحصل اليوم في العراق ولبنان باسم المطالب الشعبية، أمرٌ قد يتكرر في جميع البلدان، ولكن لماذا تجري الصدامات في منطقتنا دائماً تحت مسميات داعش، الإرهاب أو أعمال الشغب؟
 
وأكد على أهمية المحافظة على شعبية المطالبات العراقية واللبنانية قائلاً: في المجتمعات المتقدمة تحصل المطالب الشعبية في عصرنا الحالي على مكانة عالية ولافتة للنظر، فلماذا يتم توجيه المطالب الشعبية في العراق ولبنان نحو الاختلافات الدولية؟
 
وأردف قائلاً: من الواضح جداً والثابت لدينا أن من صنعوا تنظيم داعش والإرهاب لم يحققوا أهدافهم خلال هذه المدة، لذلك عادوا هذه المرة بالتفرقة وزرع الفوضى الداخلية من أجل فرض عدم الاستقرار وزعزعة الأمن وعرقلة التطور في هذه المنطقة وبصورة خاصة في البلدين المشار إليهما.
 
وأشار إلى أحداث إيران عام 2009 قائلاً: هذه الفتن شهدناها سابقاً في إيران عام 2009، فنأى الشعب الإيراني العظيم بنفسه عن مثيري أعمال الشغب، وانتهت الفتنة عن طريق البصيرة والوحدة الوطنية.
 
وحول سبل الوحدة في العالم الإسلامي قال: ما يجب على العالم الإسلامي وعلماءه الاهتمام به اهتماماً خاصاً، هو التركيز على دراسة الأساليب العملية التي تقود إلى الوحدة، حيث ظهرت وحدة فريدة من نوعها بين شعوب المنطقة خلال الحرب على الإرهاب، فكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب العراق وسوريا في الحرب على داعش وقاتلت ضد الإرهاب وقدمت الكثير من الشهداء في سبيل الله، والآن بعد فشل مخطط الإرهاب، حان دور العمل بأساليب التقريب في المجالات الأخرى.
 
وتابع: ربما حان وقت قيام علماء العالم الإسلامي بكتابة التاريخ بصورة مشتركة حول التدخلات الاستكبارية الرامية إلى تشتيت الأمة، وهذا سيؤدي إلى نقل التجربة المرة التي فرضها الاستكبار على الأمة، إلى الأجيال المستقبلية.
 
وأوضح: الأمر الواضح والثابت في الحالة الجارية بلبنان ووسط المطالب الشعبية الحقيقية يوجد جيل لا يعرف جذور المشاكل بدقة، وفي بعض الأحيان يرفع مطالبه في أطر تتنافى مع المصالح الوطنية وتصب في صالح الاستكبار.
 
وأضاف: إذا أدى هذا المؤتمر إلى الخروج بسوق واقتصاد مشترك قائم على الشريعة الإسلامية والإخاء، فسيكون رمزاً عملياً للوحدة.
 
وبخصوص مخرجات مؤتمر الوحدة قال: بعد تجربة طويلة من إقامة هذا المؤتمر والتطورات المتلاحقة في البلدان الإسلامية مثل لبنان والعراق وباقي بلدان العالم، يجب أن يصل المؤتمر إلى معايير مشتركة في إدارة البلدان، أي في الحُكم الصالح وفقاً لأساس عناصر العدالة الإسلامية، حيث أن أغلب الاحتجاجات الشعبية في البلدان الإسلامية هي احتجاجات مناهضة للفساد في النظام الإداري وبسبب عدم مأسسة العدالة، ويعلم جميع علماء العالم الإسلامي المخلصين أن العدالة هي أساس الإسلام وأن الواجب العلمي الديني لعلماء الإسلام هو العمل من أجل مأسسة هذا المفهوم الإنساني الراقي والعمل لتقديم أساليب معاصرة وإسلامية لإدارة البلاد.
 
وعن العلاقة بين الشعبين الإيراني والعراقي قال: يجب التقدم بالشكر للشعب العراقي من أجل ضيافته السنوية والدائمة للشعب الإيراني خلال زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) والزيارات الأخرى على مدى العام.
وتابع: الشعب العراقي أجل مطالباته الشعبية الحقة عدة أيام من أجل احترام الضيوف، وهذا الاحترام يجب ألا يُنسى أبداً.
 
وقال: لكن يجب على الشعب العراقي أن يحذر من الشعارات التي تدق أسافين الفرقة، وأن ينتبه إلى أهمية وجود الاشتراكات الدينية وحسن الجوار.
 
واختتم قائلاً: في النهاية، من واجبي أن أتقدم بالشكر للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، لجهوده في إقامة مؤتمر الوحدة الإسلامية في كل عام، ونأمل أن نرى في هذا العام نتائجاً إيجابية في مجال التوافق والمزيد من التعاضد بين الشعوب المسلمة.