مشارکة رئیس جامعة المذاهب الاسلامية فی ندوة تطور العلوم الفقهیة بسلطنة عمان

مشارکة رئیس جامعة المذاهب الاسلامية فی ندوة تطور العلوم الفقهیة بسلطنة عمان
مشارکة رئیس جامعة المذاهب الاسلامية فی ندوة تطور العلوم الفقهیة بسلطنة عمان

قال سماحة الشيخ الدكتور أحمد مبلغي رئيس جامعة المذاهب الإسلامية في إيران خلال كلمته في جلسة الافتتاح لندوة تطور العلوم الفقهية في دورتها الرابعة عشر التي تعقدها كل عام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان: إذا أردنا الوصول إلى عصرنة الفقه فيجب أن نضع القضايا العصرية في جدول أعمال الدراسات والاستنباطات الفقهية لكن ما هو يبدو أهم حاليا هو إضفاء "الأداء العصري" إلى الفقه، مؤكدا على ضرورة إلباس الفقه ثياب العصر.
 

وأكد سماحة الشيخ الدكتور أحمد مبلغي على أن الأداء العصري للفقه يتمثل في أن يصل الفقه في أداءه إلى مستوى يتمكن فيه من حل مشاكل الإنسانية على أساس تعاليم الدين وفي إطاره وإلا فمن الممكن أن يتحول أداءه سلبا ويعقد أكثر المشاكل الإنسانية.
 


وهذا المؤتمر انعقد في هذا العام بعنوان "فقه العصر: مناهج التجديد الديني والفقهي" بفندق جراند حياة في مسقط العاصمة العمانية، وألقى في حفل الافتتاح كل من سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان وفضيلة الشيخ شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية والشيخ الدكتور أحمد مبلغي رئيس جامعة المذاهب الإسلامية في إيران والدكتور عبد الرحمن بن سليمان السالمي رئيس اللجنة المنظمة للندوة. 
 

وأكد الشيخ مبلغي في كلمته على أن تحقيق هذا الأداء الفاعل والمؤثر والدقيق والعصري للفقه بحاجة إلى إنجاز دراسات معمقة من قبل الفقهاء.
 


وتأسف سماحته لعدم اهتمام مراكز البحوث الإسلامية بدراسات تركز على أصل الشريعة واقترح إيجاد فرع في الجامعات الإسلامية عنوانه فقه الأداءات تكون مهمته توفير ما يضمن للفقه أداءات ذات مستوى عال وجودة عالية في إطار الدين الإسلامي.
 

وأوضح أن من أهم المحاور في فقه الأداءات هو "كلام الشريعة" فإن ما لدينا حاليا الحديث عن كلام الصفات، أو كلام المعاد وغيره لكن نفتقد إلى "كلام الشريعة" الذي يوفر لنا دراسة الجوانب التي تتعلق بالشريعة من حيث كونها فعل الله سبحانه وتعالى.
 

وأضاف: إن ما هو موجود حاليا في دراساتنا للشريعة هو عن مصادر الشريعة والرجوع إلى الشريعة فالأول هو موضوع أصولي والثاني يعتبر نفسه جزءا من الفقه.
 

وأوضح أن كلام الشريعة هو عبارة عن معرفة نفس الشريعة وليس مصادرها ولا الأحكام الكامنة فيها فمعرفة الشريعة الكلامية تتمثل في معرفة خصائص الشريعة وصفاتها؛ وهذه الصفات هي فطرية الشريعة، وأخلاقيتها وسماحتها ويسرها وبيضائيتها.
 



 

 

وحذر الشيخ مبلغي من المستنبط الذي يقترب من الشريعة من دون أن تكون له معرفة عقلانية بالشرعية نفسها فهو في الكثير من القضايا يبتعد عن الشريعة ويؤول أمره إلى أن يعرف الشريعة للناس هي عارية عن خصائصها وبعيدة عن ذوقها.
 

وأشار إلى من جملة خصائص الشريعة هي دينيتها وأوضح أن دينية الشريعة تعني أنها جاءت لتعزيز الدين وتطبيق الروحانية في المجتمع وتحفيز الناس في الدخول إلى الدين أفواجا لا أن تنفرهم من الدين وبالتالي تضعف الدين، فالشريعة جاءت لأن تخدم الدين لا أن تهدمه وأشار في هذا المجال إلى الآية الشريفة "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه".
 

وأكد في ختام كلامه على أنه إذا تحققت المعرفة الكلامية للشريعة فسوف تتجه الاستنباطات من الشريعة نحو خدمة المجتمع لا أن تنشر هذه الشريعة التفرقة فيه وبالتالي تهدم الدين.