اية الله الاراكي : يوم النكبة.. يوم اتعاض وتذكير

اية الله الاراكي : يوم النكبة.. يوم اتعاض وتذكير

وتطرق سماحة الشيخ الاراكي في بيانه هذا الى تواطؤ الانظمة العربية المهزومة مع الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائمه الاخيرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة خلال مسيرتهم السلمية التي انطلقت بهدف العودة الى وطنهم المحتل .
واكد الامين العام لمجمع التقريب ان المقاومة تبقى السبيل الوحيد لمواجهة اطماع هذا العدو العنصري للهيمنة على مقدرات وثروات المسلمين .

واليكم نص البيان :
بسمه تعالى
سبعون سنة تمرّ على أكبر انتكاسة نزلت بفلسطين بل بالعالم العربي والإسلامي، حين استغلت عصابات الإرهاب الصهيونية ما نزل بمنطقتنا من غفلة وتراجع وانهزام، فأنزلت بأهلنا أبشع جريمة عرفها التاريخ، وكانت قبل ذلك أي قبل 1948 قد إرتكبت 74 مجزرة على غرار مجزرة دير ياسين، ثم أكملت عملياتها الإجرامية بترحيل الفلسطينيين من ديارهم وإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

جيش الكيان الصهيوني ورث أساليب تلك العصابات الوحشية الغادرة الإرهابية مثل الهاغانا والأرغون وشتيرن في قتل أهلنا بفلسطين وإرهابهم. وأصبح قادة تلك العصابات رؤساء وزارات ووزارء وقادة في جيش الاحتلال.

وتجاوز الإرهاب الإسرائيلي المجازر وعمليات الإبادة الجماعية وعمد إلى حروب عدوانية في السنوات 1948 و1956 و1976 و1978، و1982 و1993 و1996 و2000 و2008 و2012 و2014 . وامتدت حروبه إلى تدمير البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في فلسطين وسوريا والاردن ولبنان ومصر والعراق مستهدفاً استنزاف الموارد الاقتصادية للبلدان العربية والإسلامية وفرض الهيمنة عليها وكسر إرادتها السياسية وتصفية القضية الفلسطينية.

لقد كان وراء هذا التمادي الصهيوني دائماً التخاذل والانهزام والدعم الأمريكي.

واليوم فإنّ عوامل هذا التمادي وهذه الوحشية قد بلغت ذروتها حين كشفت بعض الأنظمة العربية المهزومة المتواطئة القناع عن وجهها وأعلنت بصراحة تأييدها لجرائم الكيان الصهيوني، كما أن أمريكا بلغت درجة كبيرة من وقاحتها حين أقامت في يوم النكبة بالذات سفارتها في القدس الشريف. وهذا ما شجّع الصهاينة المجرمين على قتل العشرات وجرح المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في هذا اليوم.

حوادث منطقتنا خلال الأعوام السبعين الماضية وما آلت إليه الأمور في ذكرى النكبة هذا العام تؤكد من جانب أن العدوّ الصهيوني ماض بدعم من أمريكا في تحقيق مشروع فرض الإذلال على المنطقة، ومن جانب آخر تؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذا العدوان الاستعماري العنصري الإرهابي على مقدراتنا الإسلامية.

وإذا كانت جبهة المقاومة تتعرض اليوم إلى ضغوط وعدوان وتآمر فلأنها هي الأمل الوحيد لهذه الأمة لتحافظ على عزتها وكرامتها ووجودها.

وإذا شاهدنا تصاعد النعرات الطائفية والعنصرية في بلدان عالمنا الإسلامي، واتساع عمليات تشويه الإسلام بافتعال حركات إرهابية ترفع شعارات دينية فلأن سلاح التفرقة والتشويه من أنجع أسلحة إذلال الأمة وإضعاف ريحها.
في هذا الجوّ المدلهم يرى أصحاب البصيرة ما لا يراه غيرهم. يرون أن المستقبل يبشّر بانتفاض شعوب منطقتنا على مذليها المفضوحين، وإرتفاع صوت المقاومة ليعلو على صوت المهزومين. وهذه سنّة الله في الأرض ولن تجد لسنته سبحانه تبديلاً.

إن هذه السنّة الإلهية يقترب تحقيقها كلما ارتفع وعي الشعوب وقويت إرادتها وعزمت على سدّ الثعرات التي ينفذ منها أعداؤنا، ووحدت صفوفها وارتفعت إلى مستوى الأهداف الكبرى.. ومن تلك تحرير فلسطين وإقامة الصلاة في القدس الشريف، والله سبحانه هو الضمين حيث يقول: Pإِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُO

محسن الاراكي
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية