ثلاث دلائل على سبق ذكر النبي صلى الله عليه و سلم و التنويه باسمه و نبوته .
الدليل الأول : دعوة أبيه إبراهيم عليه السلام و أشار إلى ما قص الله في كتابه عن إبراهيم و إسماعيل لأنهما قالا عند بناء البيت الذي بمكة : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا و اجعلنا مسلمين لك و من ذريتنا أمة مسلمة لك و أرنا مناسكنا و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم * ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم } فاستجاب الله دعاءهما و بعث في أهل مكة منهم رسولا بهذه الصفة من ولد إسماعيل الذي دعا مع أبيه إبراهيم عليهما السلام بهذا الدعاء و قد امتن الله تعالى على المؤمنين ببعثه لهذا النبي منهم على هذه الصفة التي دعا بها إبراهيم و إسماعيل قال تعالى : { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } و قال سبحانه : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * و آخرين منهم لما يلحقوا بهم و هو العزيز الحكيم * ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم } و معلوم أنه لم يبعث من مكة رسول فيهم بهذه الصفة غير محمد صلى الله عليه و سلم و هو ولد إسماعيل كما أن أنبياء بني إسرائيل من ولد اسحاق و ذكر تعالى : أنه من على المؤمنين بهذه الرسالة فليس لله نعمة أعظم من إرسال محمد صلى الله عليه و سلم يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم و قوله في الأميين و المراد بهم العرب : تنبيه لهم على قدر هذه النعمة و عظمها حيث كانوا أميين لا كتاب لهم و ليس عندهم شيء من آثار النبوات كما كان عند أهل الكتاب فمن الله عليهم بهذا الرسول و بهذا الكتاب حتى صاروا أفضل الأمم و أعلمهم و عرفوا ضلالة من ضل من الأمم قبلهم .
و في كونه منهم فائدتان : .
إحداهما : أن هذا الرسول كان أيضا أميا كأمته المبعوث إليهم لم يقرأ كتابا قط و لم يخطه بيمينه كما قال تعالى : { و ما كنت تتلو من قبله من كتاب و لا تخطه بيمينك } الآيات و لا خرج عن ديار قومه فأقام عند غيرهم حتى تعلم منهم شيئا بل لم يزل أميا بين أمة أمية لا يكتب و لا يقرأ حتى كمل الأربعين من عمره ثم جاء بعد ذلك بهذا الكتاب المبين و هذه الشريعة الباهرة و هذا الدين القيم الذي اعترف حذاق أهل الأرض و نظارهم أنه لم يقرع العالم ناموس أعظم منه و في هذا برهان ظاهر على صدقه .
و الفائدة الثانية : التنبيه على أن المبعوث منهم ـ و هم الأميون خصوصا أهل مكة ـ يعرفون نسبه و شرفه و صدقه و أمانته و عفته و أنه نشأ بينهم معروفا بذلك كله و أنه لم يكذب قط فكيف كان يدع الكذب على الناس ثم يفتري الكذب على الله عز و جل فهذا هو الباطل و لذلك سأل هرقل عن هذه الأوصاف و استدل بها على صدقه فيما ادعاه من النبوة و الرسالة .
و قوله تعالى : { يتلو عليهم آياته } يعني يتلو عليهم ما أنزله الله عليه من آياته المتلوة و هو القرآن و هو أعظم الكتب السماوية و قد تضمن من العلوم و الحكم و المواعظ و القصص و الترغيب و الترهيب و ذكر أخبار من سبق و أخبار ما يأتي من البعث و النشور و الجنة و النار ما لم يشتمل عليه كتاب غيره حتى قال بعض العلماء لو أن هذا الكتاب وجد مكتوبا في مصحف في فلاة من الأرض و لم يعلم من وضعه هناك لشهدت العقول السليمة أنه منزل من عند الله و أن البشر لا قدرة لهم على تأليف ذلك فكيف إذا جاء على يدي أصدق الخلق و أبرهم و أتقاهم و قال إنه كلام الله و تحدى الخلق كلهم أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا فيه فكيف مع هذا شك و لهذا قال تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه } و قال : { أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } فلو لم يكن لمحمد صلى الله عليه و سلم من المعجزات الدالة على صدقه غير هذا الكتاب لكفاه فكيف و له من المعجزات الأرضية و السماوية مالا يحصى .
و قوله : { و يزكيهم } : يعني إنه يزكي قلوبهم و يطهرها من أدناس الشرك و الفجور و الضلال فإن النفوس تزكوا إذا طهرت من ذلك كله و من زكت نفسه فقد أفلح كما قال تعالى : { قد أفلح من زكاها } و قال : { قد أفلح من تزكى } و قوله : { و يعلمهم الكتاب و الحكمة } : يعني بالكتاب : القرآن و المراد و يعلمهم تلاوة ألفاظه و يعني بالحكمة : فهم معاني القرآن و العمل بما فيه فالحكمة هي : فهم القرآن و العمل به فلا يكفي بتلاوة ألفاظ الكتاب حتى يعلم معناه و يعمل بمقتضاه فمن جمع له ذلك كله فقد أوتي الحكمة قال تعالى : { يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } قال الفضيل : العلماء كثير و الحكماء قليل و قال : الحكماء ورثة الأنبياء فالحكمة هي العلم النافع الذي يتبعه العمل الصالح و هو نور يقذف في القلب يفهم بها معنى العلم المنزل من السماء و يحض على اتباعه و العمل به و من قال الحكمة : السنة فقوله الحق لأن السنة تفسر القرآن و تبين معانيه و تحض على اتباعه و العمل به فالحكيم هو العالم المستنبط لدقائق العلم المنتفع بعلمه بالعمل به و لأبي العتاهية : .
( و كيف تحب أن تدعى حكيما ... و أنت لكل ما تهوى ركوب ) .
( و تضحك دائبا ظهرا لبطن ... و تذكر ما عملت فلا تتوب ) .
قوله تعال : { و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } إشارة إلى ما كان الناس عليه قبل إنزال هذا الكتاب من الضلال فإن الله نظر حينئذ إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم و عجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب تمسكوا بدينهم الذي لم يبدل و لم يغير و كانوا قليلا جدا فأما عامة أهل الكتاب فكانوا قد بدلوا كتبهم و غيروها و حرفوها و أدخلوا في دينهم ما ليس منه فضلوا و أضلوا و أما غير أهل الكاتب فكانوا على ضلال بين فالأميون أهل شرك يعبدون الأوثان و المجوس يعبدون النيران و يقولون بإلهين اثنين و كذلك غيرهم من أهل الأرض منهم من كان يعبد النجوم و منهم من كان يعبد الشمس أو القمر فهدى الله المؤمنين بإرسال محمد صلى الله عليه و سلم إلى ما جاء به من الهدى و الدين الحق و أظهر الله دينه حتى بلغ مشارق الأرض و مغاربها فظهرت فيها كلمة التوحيد و العمل بالعدل بعد أن كانت الأرض كلها ممتلئة من الشرك و الظلم فالأميون هم العرب و الآخرون الذي لم يلحقوا بهم هم أهل فارس و الروم فكانت أهل فارس مجوسا و الروم نصارى فهدى الله جميع هؤلاء برسالة محمد صلى الله عليه و سلم إلى التوحيد و قد رؤي الإمام بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال : لولا النبي لكنا مجوسا قال : فإن أهل العراق لولا رسالة محمد صلى الله عليه و سلم لكانوا مجوسا و أهل الشام و مصر و الروم لولا رسالة محمد صلى الله عليه و سلم لكانوا نصارى و أهل جزيرة العرب لولا رسالة محمد صلى الله عليه و سلم لكانوا مشركين عباد أوثان و لكن رحم الله عباده بإرسال محمد صلى الله عليه و سلم فأنقذهم من الضلال كما قال تعالى : { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } و لهذا قال تعالى : { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم } فمن حصل له نصيب من دين الإسلام فقد حصل له الفضل العظيم و قد عظمت عليه نعمة الله فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة و سؤاله دوامها و الثبات عليها إلى الممات و الموت عليها فبذلك تتم النعمة .
فإبراهيم عليه الصلاة و السلام هو إمام الحنفاء المأمور محمد صلى الله عليه و سلم و من قبله من الأنبياء و الاقتداء به و هو الذي جعله للناس إماما و قد دعا هو و ابنه إسماعيل بأن يبعث الله في أهل مكة رسولا منهم موصوفا بهذه الأوصاف فاستجاب الله لهما و جعل هذا النبي مبعوثا فيهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم كما دعيا بذلك و هو النبي الذي أظهر دين إبراهيم الحنيف بعد اضمحلاله و خفائه على أهل الأرض فلهذا كان أولى الناس بإبراهيم كما قال تعالى : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا } و قال صلى الله عليه و سلم : [ إن لكل نبي وليا من المؤمنين و أنا ولي إبراهيم ] ثم تلا هذه الآية و كان صلى الله عليه و سلم أشبه ولد إبراهيم به صورة و معنى حتى إنه أشبهه في خلة الله تعالى فقال : [ إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ] .
و الثاني بشارة عيسى به : و عيسى آخر أنبياء بني إسرائيل و قد قال تعالى : { و إذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة و مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } و قد كان المسيح عليه الصلاة و السلام يحض على اتباعه و يقول : إنه يبعث السيف فلا يمنعنكم ذلك منه و روي عنه أنه قال : سوف أذهب أنا و يأتي الذي بعدي لا يتحمدكم بدعواه و لكن يسل السيف فتدخلونه طوعا و كرها و في المسند [ عن أبي الدرداء Bه عن النبي صلى الله عليه و سلم : إن الله عز و جل أوحى إلى عيسى عليه السلام أني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا و شكروا و إن أصابهم ما يكرهون احتسبوا و صبروا و لا حلم و لا علم قال : يا رب كيف هذا و لا حلم و لا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي و علمي ] قال ابن اسحاق حدثني بعض أهل العلم : أن عيسى بن مريم عليه السلام قال : إن أحب الأمم إلى الله عز و جل لأمة أحمد قيل له : و ما فضلهم الذي تذكر ؟ قال : لم تذلل لا إله إلا الله على ألسن أمة من الأمم تذليلها على ألسنتهم .
الثالث : مما دل على نبوته قبل ظهوره : رؤيا أمه التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام و ذكر أن أمهات النبيين كذلك يرين و الرؤيا هنا إن أريد بها رؤيا المنام فقد روي أن آمنة بنت وهب رأت في أول حملها بالنبي صلى الله عليه و سلم أنها بشرت بأنه يخرج منها عند ولادتها نور يضيء له قصور الشام وروى الطبراني بإسناده [ عن أبي مريم الكندي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل : أي شيء كان أول من أمر نبوتك ؟ قال : أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم و تلا : { و منك و من نوح } الآية و بشرى المسيح عيسى بن مريم و رأت أم رسول الله صلى الله عليه و سلم في منامها أنه خرج من بين يديها سراج أضاءت لها من قصور الشام ثم قال : و وراء ذلك قريتين أو ثلاثا ] و إن أريد بها رؤية عين كما قال ابن عباس في قول الله عز و جل : { و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } إنها رؤية عين أريها النبي صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به فقد روى أن أمه رأت ذلك عند ولادة النبي صلى الله عليه و سلم قال ابن اسحاق : كانت آمنة بنت وهب تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل لها إنك حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد و آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام فإذا وقع فسميه محمدا فإن اسمه في التوراة أحمد يحمده أهل السماء و أهل الأرض و اسمه في الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء و أهل الأرض و اسمه في القرآن محمد و ذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيد له متعددة : أن آمنة بنت وهب قالت : لقد علقت به تعني النبي صلى الله عليه و سلم فما وجدت له مشقة حتى وضعته فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق و المغرب ثم وقع إلى الأرض معتمدا على يديه ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها و رفع رأسه إلى السماء و في حديث بعضهم : وقع جاثيا على ركبتيه و خرج معه نور أضاءت له قصور الشام و أسواقها حتى رأت أعناق الإبل ببصرى رافعا رأسه إلى السماء و روى البيهقي بإسناده [ عن عثمان بن أبي العاص حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة ولدته قالت : فما شيء أنظر إليه إلا نور و إني أنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن علي ] .
و خرج الإمام أحمد [ من حديث عتبة بن عبد السلمي عن النبي صلى الله عليه و سلم : أن أمه قالت : إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام ] و روى ابن اسحاق [ عن جهم بن أبي جهم عن عبد الله بن جعفر عمن حدث عن سليمة أم النبي صلى الله عليه و سلم التي أرضعته أن آمنة بنت وهب حدثتها أنها قالت : إني حملت به فلم أر حملا قط كان أخف علي منه و لا أعظم بركة منه لقد رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت له أعناق الإبل ببصرى ] و خروج هذا النور عند وضعه إشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض و زال به ظلمة الشرك منها كما قال تعالى : { قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه و يهديهم إلى صراط مستقيم } و قال تعالى : { فالذين آمنوا به و عزروه و نصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } و في هذا المعنى يقول العباس في أبياته المشهورة السائرة : .
( و أنت لما ولدت أشرقت الأرض ... و ضاءت بنورك الأفق ) .
( فنحن في ذلك الضياء و في النـ ... ور و سبل الرشاد نخترق ) .
و أما إضاءة قصور بصرى بالنور الذي خرج معه فهو إشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته بأنها دار ملكه كما ذكر كعب أن في الكتب السابقة محمد رسول الله مولده بمكة و مهاجره يثرب و ملكه بالشام فمن مكة بدئت نبوة محمد صلى الله عليه و سلم و إلى الشام ينتهي ملكه و لهذا أسري به صلى الله عليه و سلم إلى الشام إلى بيت المقدس كما هاجر إبراهيم عليه الصلاة و السلام من قبله إلى الشام قال بعض السلف : ما بعث الله نبيا إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها و في آخر الزمان يستقر العلم و الإيمان بالشام فيكون نور النبوة فيها أظهر منه في سائر بلاد الإسلام .
و خرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص و أبي الدرداء و خرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص Bهما [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو عمود ساطع عمد به إلى الشام ألا و إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ] .
و في المسند و الترمذي و غيرهما [ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم يعني الشام و بالشام ينزل عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان و هو المبشر بمحمد صلى الله عليه و سلم و يحكم به و لا يقبل من أحد غير دينه فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يصلي خلف إمام المسلمين و يقول : إن هذه الأمة أئمة بعضهم لبعض ] إشارة إلى أنه متبع لدينهم غير ناسخ له و الشام هي في آخر الزمان أرض المحشر و المنشر فيحشر الناس إليهم قبل القيامة من أقطار الأرض فيهاجر خيار أهل الأرض إلى مهاجر إبراهيم و هي أرض الشام طوعا كما تقدم أن خيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم و قال صلى الله عليه و سلم : [ عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده ] خرجه الإمام أحمد و أبو داود و ابن حبان و الحاكم في صحيحهما و قال أبو أمامة : لا تقوم الساعة حتى ينتقل خيار أهل العراق إلى الشام و شرار أهل الشام إلى العراق و خرجه الإمام أحمد .
و قد ثبت في الصحيحين [ عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز فتضيء لها أعناق الإبل ببصرى ] و قد خرجت هذه النار بالحجاز بقرب المدينة و رؤيت أعناق الإبل من ضوءها ببصرى في سنة أربع و خمسين و ستمائة و عقيبها جرت واقعة بغداد و قتل بها الخليفة و عامة من كان ببغداد و تكامل خراب أهل العراق على أيدي التتار و هاجر خيار أهلها إلى الشام من حينئذ فأما شرار الناس فتخرج نار في آخر الزمان تسوقهم إلى الشام قهرا حتى تجتمع الناس كلها بالشام قبل قيام الساعة .
و في سنن أبي داود [ عن أبي الدرداء Bه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام ] و خرجه الحاكم و لفظه : [ خير منازل المسلمين يومئذ ]