أولأجله من المال إلا مُسْحَتٌ أو مُجَلَّف فيرتفع مسحت بفعله ومجلف عصف عليه وهذا أمر ظاهر ليس فيه من الاعتذار والاعتلال ما في الرواية الأخرى .
ويحكى عن معاوية أنه قال خير المجالس ما سافر فيه البصر واتّدع فيه البدن .
ومن ذلك استعمالك أنْ بعد كاد نحو كاد زيد أن يقوم هو قليل شاذّ في الاستعمال وإن لم يكن قبيحا ولا مَأبِياَّ في القياس ومن ذلك قول العرب أقائم أخواك أم قاعدان هذا كلامها قال أبو عثمان والقياس يوجب أن تقول أقائم أخواك أم قاعدُهما إلا أن العرب لا تقوله إلا قاعدان فتصل الضمير والقياس يوجب فصله ليعادل الجملة الأولى باب في تَقاوُد السماع وتقارُع الانتزاع .
هذا الموضع كأنه أصل الخلاف الشاجر بين النحويين وسنفرد له بابا غير أنا نقدم ها هنا ما كان لائقا به ومقدمة للقول من بعده وذلك على أضرٍب .
فمنها أن يكثر الشيء فيسئل عن علَتِه كرفع الفاعل ونصب المفعول فيذهب قوم إلى شئ ويذهب آخرون إلى غيره فقد وجب إذاً تأمّل القولين