يريد بنيّ فحذف الياء الثانية للقافية ولم يُعِد النون التي كان حذَفها للإضافة فيقولَ : بنين لأنه نوى الياء الثانية فجعل ذلك دليلا على إرادتها ونيَّته إياها .
فهذا شرح من خاصّيّ السؤال لم تكدَ تجري به عادة في الاستعمال . وقد كان أبو عليّ C - وإن لم يكن تَطَرّقه - يعتاد من الإلقاء نحوا منه فيتلو الآية وينشد البيت ثم يقول : ما في هذا مما يُسأل عنه من غير أن ( يبرز ) ( نفس حال ) المسئول عنه ولا يسمح بذكره من جهته ويكِله إلى استنباط المسئول عنه حتى إذا وقع له غرض أبي عليّ فيه أخذ في الجواب عليه . باب في المستحيل وصحَّة قياس الفُروع على فساد الأصول .
اعلم أن هذا الباب وإن أَلانه عندك ظاهرُ ترجمته وغَضّ منه في نفسك بَذاذَة سَمْته فإن فيه ومن ورائه تحصينا للمعاني وتحريرا للألفاظ وتشجيعا على مزاولة الأغراض .
والكلام فيه من موضعين : أحدهما : ذكر استقامة المعنى من استحالته والآخر : الاستطالة على اللفظ بتحريفه والتلعّب به ليكون ذلك مَدْرجة للفكر ومَشْجَعة للنفْس وارتياضا لِمَا يرد من ذلك الطرز . وليس لك أن تقول : فما في الاشتغال بإنشاء فروع كاذبة عن