والاعتراض في شعر العرب ومنثورها كثير وحسن ودالّ على فصاحة المتكلم وقوّة نَفْسه وامتدادِ نَفَسِه وقد رأيته في أشعار المحدَثين وهو في شعر إبراهيم ابن المهدىّ أكثر منه في شعره غيره من المولَّدين .
باب في التقديرين المخِتلفين لمعنيين مختلفين .
هذا في كلام العرب كثير فاشٍ والقياس له قابل مسوغ فمن ذلك قولهم مررت بزيد وما كان نحوه مما يلحق من حروف الجرّ مَعُونة لتعدِّي الفعل فمن وجهٍ يُعتقَد في الباء أنها بعض الفعل من حيث كانت معدّية وموصلة له كما أن همزة النقل في أفعلت وتكريرَ العين في فَعَّلت يأتيان لنقل الفعل وتعديته نحو قام وأقمته وقوّمته وسار وأسَرَّته وسيرته فلمَّا كان حرفُ الجرّ الموصلُ للفعل معاقِبا لأحد شيئين كلّ واحد منهما مَصُوغ في نفس المثال جرى مَجراهما في كونه جزءا من الفعل او كالجزء منه فهذا وجه اعتدادِه كبعض الفعل وأمّا وجه اعتداده كجزٍء اعتداده كجزء من الاسم فمن حيث كان مع ما جرّه في موضع نصب وهذا يقضي له بكونه جزءا ممّا بعده او كالجزء منه ألا تراك تعطف على مجموعهما بالنصب كما تعطف على الجزء الواحد في نحو قولك ضربت زيدا وعَمْرا وذلك