ذكر الإيغال .
( للجود في السير إيغال إليه وكم ... حبا الأنام بود غير منصرم ) .
هذا النوع مأخوذ من إيغال السير فإنه يقال أوغل في المسير إذا بلغ غاية قصده بسرعة ولهذا قلت للجود في السير إيغال إليه ومعنى ذلك أن المتكلم أو الشاعر إذا انتهى إلى آخر القرينة أو البيت استخرج سجعة أو قافية يريد معنى زائدا أو كلا منهما فكأن المتكلم أو الشاعر قد تجاوز حد المعنى الذي هو آخذ فيه وبلغ مراده فيه إلى زيادة عن الحد .
وهذا النوع مما فرعه قدامة وفسره بأن قال هو أن يستكمل الشاعر معنى بيته بتمامه قبل أن يأتي بقافيته فإذا أراد الإتيان بها ليكون الكلام شعرا أفاد بها معنى زائدا على معنى البيت كقول ذي الرمة .
( قف العيس في اثار مية واسأل ... رسوما كأخلاق الرداء المسلسل ) .
فتم كلامه قبل القافية فلما احتاج إليها أفاد بها معنى زائدا وكذلك صنع في البيت الذي بعده حيث قال .
( أظن التي يجدي عليك سؤالها ... دموعا كتبديد الجمان المفصل ) .
فإنه تم كلامه بقوله كتبديد الجمان واحتاج إلى القافية فأتى بما يفيد معنى زائدا ولو لم يأت بها لم يحصل انتهى