مقدمة .
اعلم أيدك الله تعالى أن كثيرا ممن ينتسب إلى التصوف قد صدرت منهم مقالات شنيعة واعتقادات فظيعة في هذا الزمان وقبل هذا الزمان فمنهم من يقول إن الله تعالى يحل في قلب العارف ويتكلم بلسانه كما يتكلم الجني على لسان المصروع ومنهم من يقول هذا السر لذي باح به الحلاج وغيره وهذا عندهم من الأسرار التي يكتمها العارفون ولا يبوحون بها إلا لخواصهم ومنهم من يقول إن الحلاج إنما قتل لأنه باح بالسر وينشد .
من باح بالسر كان القتل سيمته ... بين الرجال ولا يؤخذ له ثأر ومنهم من يجعل القبور الجميلة مظاهر الجمال الإلهي ومنهم من يقول بحلوله تعالى في الصور الجميلة ويقول إنه يشاهد في الأمرد معبودة أو صفات معبوده أو مظاهر جماله ومنهم من يسجد للأمرد قال شيخ الاسلام ابن تيمية ثم من هؤلاء من يقول بالحلول والاتحاد العام لكنه يتعبد بمظاهر الجمال لما في ذلك من اللذة له فيتخذ إلهه هواه قال وهذا موجود في كثير من المنتسبين إلى الفقه والتصوف ومنهم من يقول إنه يرى الله مطلقا ولا يعين الصورة الجميلة بل يقولون إنهم يرونه في صور مختلفة وكثير من جهال أهل الحال يقولون إنهم يرون الله عيانا في الدنيا وإنهم عرج بهم إلى السماء ونحو ذلك من المقالات الشنيعة وأهل السنة متفقون على أن الله تعالى لا يراه أحد بعينه في الدنيا لا نبي ولا غير نبي ولم يتنازع الناس في ذلك إلا في نبينا خاصة .
وأما القول بإباحة وحل المحرمات فهذا واقع من كثير منهم بل ومن غيرهم وهذا في الأصل إنما هو قول أئمة الباطنية القرامطة وكثير من الفلاسفة الذين يضرب بهم المثل فيقال فلان يستحل دمي كأستحلال