الباب التاسع أدعيته و مناجاته عن طريق أهل السنّة: 240 ـ أبو هريرة، قال: «إنّ عيسى بن مريم أوّل ما أطلق الله لسانه بعد الكلام الذي تكلّم به وهو طفل، فمجّد الله تمجيداً لم تسمع الآذان بمثله، لم يدع شمساً ولا قمراً ولا جبلاً ولا نهراً ولا عيناً إلاّ ذكره في تمجيده، فقال: «اللهمّ، أنت القريب في علوّك، المتعالي في دنوّك، الرفيع على كلّ شيء من خلقك. أنت الذي خلقت سبعاً في الهوى بكلماتك مستويات طباقاً أجبن وهنّ دخان من فوقك، فأتين طائعات لأمرك، فيهنّ ملائكتك يسبّحون قدسك لتقديسك، وجعلت فيهنّ نوراً على سواد الظلام وضياءً من ضوء الشمس بالنهار، وجعلت فيهنّ الرعد المسبّح بالحمد، فبعزّتك يجلو ضوء ظلمتك. وجعلت فيهنّ مصابيح يهتدي بهنّ في الظلمات الحيوان، فتباركت اللهمّ في مفطور سمواتك وفيما دحوت من أرضك، دحوتها[318]على الماء، فمسكنها على تيّار الموج المتعامر، فأذللتها إذلال الماء المتظاهر، فذلّ لطاعتك صعبها، واستحيا لأمرك أمرها، وخضعت لعزّتك أمواجها، ففجرت فيها بعد البحور الأنهار، ومن بعد الأنهار الجداول الصغار، ومن بعد الجداول تتابع العيون