أهل البيت في مصر[60] الشيخ عبدالحفيظ فرغلي تعرّض أهل البيت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) لمحنة شديدة، وكان لهذه المحنة جذور عميقة تمتدّ إلى أيام الجاهلية، وظهرت أيام النبي (صلى الله عليه وآله)، واشتدّت بعد وفاته.. وكانت هناك أحداث عاتية قد حدثت في أيام ثالث الخلفاء عثمان (رضي الله عنه)، انتهت بمصرعه على يد بعض الثوّار الذين حاصروا داره عدّة أيام، ثم قتلوه وهو يقرأ في مصحفه، وكان بين المدافعين عنه ابنا علي كرّم الله وجهه: الحسن والحسين، وحين علم «علي» بمقتل الخليفة جاء إلى الدار حزيناً والهاً، وثار غاضباً في وجه ابنيه، وقال لهما: كيف قُتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب؟ وشتم محمد بن طلحة، ولعن «عبدالله بن الزبير». واجتمع الناس على «علي» يبايعونه، ولم يكن بالراغب في هذه البيعة، وقال للناس وقد اجتمعوا حوله وتكاثروا عليه: «لا حاجة لي في أمركم، فمن اخترتم رضيت به». وكأنّه (رضي الله عنه) كان يحسّ بما ستنتهي إليه الأمور، وبما يبيت نحوه من غدر، وتحت إلحاحهم الشديد قَبِل، وصعد المنبر وألقى بيانه الذي يوضّح فيه طريقه للناس: «ليس لي من دونكم إلاّ مفاتيح مالكم معي، وليس لي أن آخذ درهماً دونكم...».