الدرس الثامن والثلاثون نظرية الإسلام في الإنتاج «2» قلنا أن الجانب الموضوعي في الإنتاج (كالطبيعة والعمل والوسيلة) هو موضوع دراسة علم الاقتصاد، أما الجانب الذاتي النفسي فهو الذي يهم المذهب الاقتصادي ويبدو فيه اختلاف المذاهب ويتوضح الأمر بملاحظة جوانب مرَّ الحديث عن بعضها وهو جانب تنمية الإنتاج ونواصل الإجابة عن باقي الأسئلة في هذا الدرس: لماذا ننتج؟إنّ المذاهب اتفقت في أصل لزوم تنمية الإنتاج، ولكنّها اختلفت في تفاصيل هذه التنمية وهدافها. ولذا يجب أن نشخّص قبل كل شيء مفاهيم المذهب عن الثروة لنعرف الفرق. كما أنّه يجب أن لا نفصل المذهب الاقتصادي عن إطاره الحضاري العام. فمثلا نجد أنّ الرأسماليّة تمثّل ـ تاريخيّاً ـ الواجهة المذهبيّة للحضارة المايعة الحديثة، وهي تَعتبرُ تنمية الثروة هدفاً باعتبار أنّ المادة هي كل شيء فتجب التنمية بغض النظر عن كيفيّة التوزيع ونصيب الأفراد من الرخاء ولذا نجد المذهب الرأسمالي ـ مثلا ـ قد شجّع استعمال آلالات الحديثة حتى ولو تعطّلت آلاف العمّال. وهكذا نجد المشكلة الاقتصادية في رأي الماركسيّة تنحصر في «ندرة الإنتاج وعدم سخاء الطبيعة» ولا علاج لهذه المشكلة إلاّ